يحل اليوم ذكرى ميلاد المخرج الراحل حسين كمال الذى قدم عددا من الروائع الفنية الخالدة والتى تظل محفورة فى وجدان المشاهد العربى واليوم فى ذكرى ميلاده التسعين نرصد قصة الاعتداء عليه وخلافه مع عبد الناصر والعندليب.
ولد حسين كمال في 17 أغسطس عام 1934، وبدأت ميوله الفنية منذ الصغر أثناء تعوده الذهاب إلى دار السينما مع عائلته، وعند بلوغه مرحلة المراهقة وجّه اهتمامه نحو السينما والموسيقى، وحاول إقناع والده بدراسة السينما لكنه رفض وأجبره على دراسة التجارة، وبعد حصوله على دبلوم التجارة المتوسطة من مدرسة الفرير الفرنسية، سافر إلى باريس وحصل على شهادة الإخراج من المعهد العالي للسينما عام 1954.
قصة الاعتداء على حسين كمال
وتعرض المخرج الراحل الى حادث كبير خلال فترة تصويره فيلم أيام فى الحلال والذى قامت ببطولته الفنانة نبيلة عبيد ومحمود ياسين ورجاء الجداوى ومصطفى فهمى؛ فبعدما أنهى المخرج الراحل تصوير عدد من المشاهد فى القاهرة ، كان يستعد للسفر الى لندن لتصوير عدد من المشاهد خارجية هناك ، الا انه تعرض الى حادث اعتداء دخل على اثره العناية المركزة .
جاء الحادث بعدما ضربه الاشخاص بآلة حادة فى منطقة الراس ، حيث تقدم المخرج الراحل ببلاغ ضد أحد الاشخاص يتهمه فيه بالاستيلاء على قطعة أرض تمتلكها ، وبعد صدور الحكم ، قام هذا الشخص بالاعتداء عليه كنوع من الانتقام .
خلاف حسين كمال مع العندليب وعبد الناصر
أخرج في عام واحد فيلمين متناقضين تماما "شىء من الخوف، وأبي فوق الشجرة" شتان بين الاثنين، ومع ذلك نجح نجاحا رهيبا فى الاثنين معا.
رائعة الأديب الكبير ثروت أباظة «شىء من الخوف»، صاحب أشهر عبارة في تاريخ السينما المصرية «جواز عتريس من فؤادة باطل» مع شادية ومحمود مرسي.
ويعد هذا الفيلم هو أهم فيلم في تاريخ حسين كمال الفني على الإطلاق، وأصبح أحد أيقونات السينما المصرية، وشهد أول معركة له مع النظام فكاد ألا يرى هذا الفيلم النور، وذلك بسبب وشاية للزعيم جمال عبد الناصر تؤكد له أن بطل الفيلم «عتريس» يرمز له، مما أدى إلى إيقاف الفيلم، وجاء السادات مندوبا عن الزعيم جمال عبد الناصر، ليرى الفيلم ويحكم بنفسه، فاختلط على السادات الأمر، وخشي أن يوافق دون الرجوع لعبد الناصر، فأخذ معه نسخة من الفيلم ليراها جمال عبد الناصر بنفسه وكان، فضحك عبد الناصر وأمر بعرض الفيلم.
والعجيب أن الفيلمين المختلفين تم عرضهما في عام واحد، وتم اختيارهما أيضا ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وبدأت الانتقادات تنهال على حسين كمال بسبب فيلم «أبي فوق الشجرة»، ظنا منهم أنه انجرف نحو السينما التجارية.
كما غضب المخرج الراحل حسين كمال من الفنان عبد الحليم حافظ بعد ان قدما معا فيلم " أبى فوق الشجرة " , وحقق نجاحا كبيرا , وقد اعتقد البعض ان الفنان عبد الحليم حافظ هو من قام بإخراج العمل ووضع اسم حسين كمال فقط عليه ظنا منهم ان الأخير لم يكن له سابق أعمال فنية سوى فيلم سينمائى واحد لم يحقق النجاح كما كانوا يعتقدون.
إلا ان المخرج الراحل كان له سابق اعمال وحققت نجاحا وكانت متميزة وتم ادراج بعضها ضمن افضل مائة فيلم في السينما المصرية ومنها فيلم" البوسطجي" إلى جانب "شيء من الخوف" وهما تحديدا اللذان تم انتاجهما قبل فيلم "ابي فوق الشجرة" محل الخلاف والغضب الذي نشأ بينهما.
وجاء شعور حسين كمال بالغضب من العندليب لان يخرج ويعلن للصحافة نفيا لتلك الشائعة , الا ان العندليب قام بمصالحته بعد سنوات من الخصام.