اختتمت الجولة الأخيرة من محادثات وقف إطلاق النار التي تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ عشرة أشهر في غزة في الدوحة دون تحقيق أي تقدم. ومع ذلك، أصدر الوسطاء، بما في ذلك الولايات المتحدة وقطر ومصر، بيانًا متفائلاً، سلطوا فيه الضوء على "مجالات الاتفاق" وأعلنوا أن المفاوضات ستستأنف الأسبوع المقبل في القاهرة.
ويُنظر إلى المحادثات المستمرة على أنها حاسمة في عرقلة الانتقام الإيراني المحتمل ضد إسرائيل في أعقاب اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، وفق ما نقلته صحيفة “الجارديان” البريطانية.
على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق نهائي، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تفاؤل حذر، مشيرًا إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة "أقرب مما كان عليه قبل ثلاثة أيام". لكن متحدثا باسم حماس رفض هذه التطورات ووصفها بأنها "أجواء زائفة" خلقتها واشنطن.
تأتي مناقشات وقف إطلاق النار في وقت تشهد فيه إسرائيل ضغوطًا دبلوماسية مكثفة لتقديم تنازلات، حيث تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في غزة 40 ألفًا وفقًا للسلطات الصحية المحلية. وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، عقب محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين، على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق، قائلا: "لقد حان الوقت للتوصل إلى اتفاق... لكي يتوقف القتال". وردد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه هذه المشاعر، محذرا من أن الوضع قد يؤدي إما إلى السلام أو الحرب.
لا تزال التوترات مرتفعة، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي هجومه على غزة. أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر إخلاء في جنوب ووسط قطاع غزة، مستهدفة المناطق التي تم تحديدها سابقًا كمناطق آمنة إنسانية.
برر الجيش الاسرائيلي هذه الأعمال بالادعاء بأن حماس استخدمت هذه المناطق لشن هجمات على إسرائيل. ونددت وكالة الأمم المتحدة في غزة (الأونروا) بأوامر الإخلاء الجديدة، ووصفت الوضع بأنه "كابوس لا نهاية له من الموت والدمار".
إن التداعيات الإقليمية كبيرة، حيث تتوقع إسرائيل الدعم من حلفائها، بما في ذلك المملكة المتحدة، ليس فقط في مجال الدفاع ولكن أيضًا في الأعمال الهجومية المحتملة ضد إيران. ويأتي هذا التوقع بعد مقتل قائد حزب الله فؤاد شكر في لبنان، الأمر الذي أدى إلى تصعيد الصراع بين إسرائيل والجماعة المدعومة من إيران. وتوعد حزب الله بالانتقام، وأصدر شريط فيديو يظهر قدراته الصاروخية بعيدة المدى.
تعقدت مفاوضات وقف إطلاق النار بسبب الخلافات حول قضايا رئيسية، بما في ذلك تسلسل أي وقف لإطلاق النار، ووجود القوات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والإفراج عن السجناء الفلسطينيين مقابل الرهائن الذين تحتجزهم حماس. وفي حين وافق الجانبان في البداية من حيث المبدأ على الخطة التي اقترحها الرئيس بايدن، فإن التعديلات والتوضيحات من كل من إسرائيل وحماس أدت إلى اتهامات بتقويض فرص التوصل إلى اتفاق.