ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الجمعة ليسجل مستوى تاريخي جديد، مع استمرار التوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر القادم إلى جانب استمرار الطلب على الذهب كملاذ آمن.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 1.4% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2500 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 2456 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 2488 دولار للأونصة.
الذهب في طريقه إلى تسجيل ارتفاع هذا الأسبوع بنسبة 2.3% حيث يستمر الدعم للذهب من جراء توقعات الأسواق المالية أن البنك الفيدرالي الأمريكي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه في سبتمبر القادم.
الأسواق تضع الآن احتمال بنسبة 75% أن يقوم البنك بخفض الفائدة ربع نقطة مئوية، واحتمال آخر بنسبة 25% أن يقوم البنك بخفض 50 نقطة أساس، وذلك بعد أن كانت التوقعات تقترب من 50% لكلا الاحتمالين.
بيانات أسعار المستهلكين التي صدرت عن الاقتصاد الأمريكي هذا الأسبوع والتي تقيس أداء التضخم أظهرت ارتفاع معتدل في التضخم على المستوى الشهري، وهو الأمر الذي قلل من توقعات خفض الفائدة، هذا بالإضافة إلى تحسن في بيانات مبيعات التجزئة وطلبات إعانات البطالة الأمريكية، ليعمل هذا على تراجع مخاوف الركود الاقتصادي في الأسواق بشكل كبير، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
جدير بالذكر أن الذهب استطاع الحفاظ على مكاسبه بالرغم من تحسن البيانات الأمريكية وتراجع توقعات خفض الفائدة، وذلك بسبب حقيقة أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى خفض الفائدة بشكل أو بآخر وهو الأمر الإيجابي بالنسبة للذهب لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للمعدن النفيس الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
من جهة أخرى وجد الذهب الدعم اليوم من تراجع مستويات الدولار الأمريكي بنسبة 0.3% وفقاً لمؤشر الدولار، ليتجه الدولار إلى تسجيل انخفاض هذا الأسبوع بنسبة 0.4% وهو انخفاض للأسبوع الرابع على التوالي.
أيضاً التخوفات بشأن استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وسط ترقب لإمكانية حدوث رد انتقامي من إيران على الكيان الصهيوني، دفع المستثمرين إلى شراء الذهب قبل بداية عطلة نهاية الأسبوع، تحسباً لأي تطورات قد تحدث في الشرق الأوسط.
الذهب يبقى الملاذ الآمن في الأسواق المالية، والطلب مستمر عليه بشكل يمنعه من الهبوط بشكل حاد، كما شاهدنا مع غيره من السلع المالية أثناء فترة البيع المفتوح في الأسواق المالية خلال الفترة الماضية.
أما عن سعر الذهب في مصر فقد سجل عيار 21 الأكثر شيوعاً فقد استقرار خلال تداولات اليوم حول المستوى 3465 جنيه للجرام دون تغيرات كبيرة مما يعكس تجاهل السعر المحلي لتغيرات سعر أونصة الذهب العالمي خلال جلسة اليوم.
يرجع هذا إلى تركيز أسواق الذهب المحلية خلال الأيام الأخيرة على التغيرات في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية، فبعد أن ارتفع إلى أعلى مستوياته منذ مارس الماضي، عاد سعر الصرف إلى التراجع التدريجي ليصل متوسط السعر إلى 48.97 جنيه لكل دولار.
تأثير تغيرات سعر صرف الدولار على أسعار الذهب يكون أكبر كثيراً من تحركات سعر الذهب العالمي، وهو السبب وراء تجاهل السعر المحلي لارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي إلى أعلى مستوى تاريخي عند 2500 دولار للأونصة.