قال الشيخ الدكتور خالد المهنا ، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن لقاء الله تعالى حتم لا مفر منه وهو واقع بالجن والإنس لا محيد لهم عنه وذلك يوم الحشر للجزاء على أعمالهم فملاقٍ ربه فائز قد قرة عينه بمحبوبه فذاك لقاء الفوز والكرامة وملاقٍ خاسر فذاك لقاء خزي وندامة.
حتم لا مفر منه
واستشهد " المهنا " خلال خطبة الجمعة الثانية في صفر اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ)، مشيرًا إلى أن اليقين بلقاء الله تعالى ودوام استحضاره من أعظم ما يعين العبد على الوفاء بعهده مع ربه والثبات على دينة والصبر على طاعته ورجاء حسن ثوابه والخوف من اليم عقابه لقوله تعالى ( وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ).
وأوضح أنه عدة العبد في مواجهه الشدائد والكرب وعواصف الفتن والنوب، منوهًا بأنه حق لكل عبد عمل للقاء ربه واستعد لذلك اليوم أن يشتاق للقياه عز وجل فإن ما يلاقي العبد مولاه الذي آثر حبه على جميع محابه وقدم مرضاته على كل رغائبه فالشوق إلى لقاء الله عزوجل نسيم يهب على القلب يروح عنه هم الدنيا ويخفف عنه آلامها.
فاز بأعظم لذة
وأضاف أن من أَنِسَ بالله واشتاق إلى لقائه فقد فاز بأعظم لذة يمكن لبشر الوصول إليها في هذه الدار، مشيرًا إلى أن الشوق إلى الله ومحبة لقائه ثواب عظيم معجل لأهل ولاية الله يواسيهم به ويذيقهم من حلاوة لقائه قبل الوفود عليه ويستقبلهم به قبل قدومهم إليه قال تعالى ( مَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ الله فَإِنَّ أَجَلَ الله لآتٍ ۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ).
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أشد الخلق حبًا لله فإنه خص بهذا التخيير الذي منتهاه إلى لقاء الله تعالى والجنة فاختار التعجيل إلى لقاء مولاه ومحبوبه وهذه حقيقة الحنفية ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، موصيًا المسلمين بتقوى الله تعالى قال جل من قائل (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) .