دعت الولايات المتحدة أمس الجيش السوداني للانضمام إلى المحادثات التي تهدف لوقف إطلاق النار. ومن المقرر أن تستمر المحادثات 10 أيام برعاية أمريكية وسعودية، وبحضور مصر والاتحاد الأفريقي والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقبين.
ومع بدء المحادثات، اتصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن هاتفيا برئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان لحثه على الانضمام للمحادثات لكن الحكومة السودانية لديها شروط للمشاركة على رأسها خروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين وإخلاء المؤسسات الرسمية وعدم مشاركة بعض الجهات التي يعتبرها السودان طرفا في الحرب.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إن بلينكن أبلغ البرهان “بالحاجة الملحة” لكلا الطرفين “لإنهاء الحرب وضمان وصول المساعدات الإنسانية لملايين السودانيين الذين يعانون”.
وكتب المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو على منصة إكس “حان الوقت لإسكات البنادق!” عقب افتتاح الاجتماع الذي يعقد في موقع لم يكشف عنه لدواع أمنية حسب ما يقول الجانب الأمريكي.
جهود دبلوماسية لدعم السودان
وجاء في بيان مشترك باسم مصر والولايات المتحدة وسويسرا والسعودية والإمارات والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة: “نحن نعمل بجد في سويسرا في اليوم الأول من الجهود الدبلوماسية المكثفة من أجل السودان لدعم وصول المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية”.
ونشر المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو البيان على موقع “إكس”، مصحوبا بصور من محادثات أمس. ولم يظهر في الصور أي ممثلين لقوات الدعم السريع، التي قالت الثلاثاء الماضي إن وفدها وصل إلى سويسرا.كما غاب الوفد الممثل لقوات الجيش السوداني في مفاوضات جنيف.
في سياق متصل، رحب بيريللو، بشكل خاص، بالوفد المصري، وأكد أن القاهرة أثبتت أنها شريك موثوق به، داعيا مصر إلى الاستمرار في هذا النهج للمساعدة في إنهاء العنف ومعالجة الأزمة الإنسانية.
ميدانيًا، اتهم حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان أركو مناوي قوات الدعم السريع بالسعي للسيطرة على مدينة الفاشر حاضرة إقليم دارفور، وإعلان حكومة مما يعني عمليا فصل الإقليم.
في الأثناء، قتل عدد من المدنيين جراء هجمات شنتها أمس الأول قوات الدعم السريع وسط السودان وجنوبه، في حين وصلت طائرتا مساعدات إغاثية قطرية للمتضررين من السيول والفيضانات التي ضربت ولايات شمالية.
وذكر تقرير لوزارة الصحة السودانية أن عدد الذين لقوا مصرعهم منذ بدء هطول الأمطار بالبلاد في الاسبوع الأول من الشهر الجاري، ارتفع إلى 76 شخصا، مشيرا إلى تسجيل 220 إصابة متفاوتة في المناطق المتأثرة.كما أشار التقرير إلى تأثر ما يزيد عن 19 ألف أسرة وأكثر من 36 ألف فرد في 9 ولايات بالأمطار والسيول.
وفي كارثة طبيعية مفاجئة، تعرضت بلدة تنقاسي الواقعة في محلية مروي بالولاية الشمالية في السودان لسيول جارفة ليلا، مما أدى إلى دمار شامل في المنطقة. ووفقا للتقارير الأولية الصادرة عن السلطات المحلية، فقد تسببت السيول في انهيار أكثر من 700 منزل بشكل كلي، تاركة مئات الأسر بلا مأوى.
وفي أعقاب هذه الكارثة، أطلقت السلطات المحلية نداء استغاثة عاجلا، مناشدة المنظمات الدولية والإنسانية لتقديم المساعدات الضرورية، وتشمل الاحتياجات الملحة المواد الغذائية والإمدادات الحيوية الأخرى.