في الوقت الذي كان فيه العالم يتعافى ببطء من تداعيات جائحة كوفيد-19، برز مرض جديد يُعرف بـ"جدري القرود" كمصدر قلق عالمي متزايد. تم تسجيل حالات الإصابة بجدري القرود في العديد من البلدان، مما أثار مخاوف كبيرة من انتشار أوسع للمرض.
ما هو جدري القرود؟
جدري القرود هو مرض فيروسي نادر يسببه فيروس جدري القرود، وهو جزء من عائلة الفيروسات التي تشمل الجدري التقليدي. في العادة، يصيب هذا الفيروس القوارض مثل الجرذان والفئران، وأيضًا القرود. ومع ذلك، يمكن أن ينتقل إلى البشر من خلال الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة أو عبر لمس الأشياء الملوثة.
انتشاره وأسباب القلق الدولي
بينما كانت حالات جدري القرود سابقًا محصورة في مناطق معينة في وسط وغرب أفريقيا، بدأت الإصابات تظهر خارج هذه المناطق منذ عام 2022 في دول نادرًا ما يظهر فيها هذا المرض مثل الولايات المتحدة ودول أوروبية. يُعزى هذا الانتشار إلى السفر الدولي، واستيراد الحيوانات المصابة، والتواصل الوثيق مع المصابين.
الأعراض وطرق التشخيص
تبدأ أعراض جدري القرود عادةً بعد فترة حضانة تتراوح بين 3 إلى 17 يومًا من التعرض للفيروس. وتشمل الأعراض الرئيسية الحمى، والطفح الجلدي، وتورم الغدد اللمفاوية، والصداع، وآلام العضلات. الطفح الجلدي غالبًا ما يبدأ في الوجه أو اليدين ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويمر الطفح بعدة مراحل من البقع المسطحة إلى بثور تمتلئ بالصديد ثم تتكون القشور.
كيف ينتقل الفيروس؟
ينتقل فيروس جدري القرود من الحيوانات إلى البشر عبر الخدوش أو العض من حيوان مصاب، أو تناول لحوم الحيوانات المصابة، أو عبر ملامسة السوائل التي تخرج من أجسام الحيوانات المصابة. يمكن أن ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر عبر ملامسة الطفح الجلدي أو القشور، أو من خلال الرذاذ التنفسي خلال الاتصال المباشر الطويل.
التدابير الوقائية والعلاج
للوقاية من جدري القرود، يُنصح بتجنب المخالطة اللصيقة مع الأشخاص المصابين وتجنب ملامسة الأشياء الملوثة. قد تساعد بعض لقاحات الجدري التقليدي في الوقاية من جدري القرود، ولكن لا يُنصح بتلقي هذه اللقاحات حاليًا لعامة الناس.
أما بالنسبة للعلاج، فإنه يركز على تخفيف الأعراض ودعم الجهاز المناعي. يُمكن أن تُستخدم بعض الأدوية المضادة للفيروسات المستخدمة في علاج الجدري، مثل تيكوفورمات (TPOXX)، في علاج الحالات الشديدة من جدري القرود.
مضاعفات المرض
في الحالات النادرة، يمكن أن يؤدي جدري القرود إلى مضاعفات خطيرة مثل فقدان البصر أو العدوى الثانوية. ورغم أن النوع المتفشي في 2022 يُعتبر أقل فتكًا، إلا أن المرض ما زال يثير القلق بسبب سرعة انتشاره وظهور حالات جديدة في مناطق غير متوقعة.
بالرغم من أن جدري القرود يُعد مرضًا نادرًا، إلا أن ظهوره مجددًا على الساحة الدولية يستدعي اليقظة والحذر. يجب على الأفراد توخي الحذر واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من الإصابة والحد من انتشاره.