في منطقة نائية على سفوح جبال بيرينيه، تكشف دراسة أثرية جديدة عن سلوك مدهش للـ النياندرتال، كائنات قديمة تملأ صفحات تاريخنا بأسرارها. يظهر البحث الذي نشرته الجامعة الوطنية الأسترالية (ANU) في مجلة العلوم الأثرية، كيف كان النياندرتال قادرًا على التكيف بشكل مدهش مع بيئتهم واستغلال المنطقة.
أبريك بيزارو، الموقع الأثري النادر، يعود تاريخه إلى فترة مهمة من تاريخ النياندرتال، وهي فترة MIS 4 التي تمثل نقطة تحولية في تاريخهم. جمع الباحثون هناك مئات الآلاف من القطع الأثرية، تشمل أدوات الحجر وعظام الحيوانات، مما يسلط الضوء على حياة النياندرتال خلال هذه الفترة الغامضة.
وفقًا للدكتورة صوفيا سامبر كارو، العالمة الرئيسية في الدراسة، فإن النتائج المدهشة تظهر قدرة النياندرتال على البقاء والتكيف مع الظروف القاسية. كانوا ليس فقط يصطادون الحيوانات الكبيرة مثل الخيول والبيزون، بل كانوا أيضًا يستهدفون الحيوانات الصغيرة مثل الأرانب والسلاحف.
تنوع الاستخدامات
تحليلات الأدوات الحجرية التي عثر عليها في الموقع تشير إلى تنوع في استخداماتها، مما يظهر قدرة النياندرتال على استغلال الموارد المتاحة بشكل مبتكر.
هذه الاكتشافات الجديدة تسلط الضوء على فترة حيوية من تاريخ النياندرتال، وتعزز فهمنا لتكييفهم ونجاحهم قبل انقراضهم الغامض. يعتبر هذا الموقع الأثري النادر نافذة لدراسة تفاصيل حياة النياندرتال وكيفية تفاعلهم مع بيئتهم بطريقة تفتح الأفق لمزيد من الاستكشافات.