طرح الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة ولجنة التاريخ والآثار مشروعا علميا أثريا بالاشتراك بينه وبين الدكتور صفى الدين متولى نائب رئيس الهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعية ورئيس مركز بحوث الصحراء على وزير السياحة والآثار يتمثل في الكشف عن كل عيون موسى الإثني عشرة ويفترض أن كل عين من عيون موسى ممتدة حتى الصخور النارية فى باطن الأرض ولها تركيب خاص بها مثل عين زمزم يتم كشفها بواسطة صور الأقمار الصناعية ذات درجات الوضوح العالى مثل سبوت الفرنسى و كويك بيرد الأمريكى وقياسات المغناطيسية لتحديد امتداد عيون موسى وباقى العيون والقياسات الكهربية ثنائية وثلاثية الأبعاد وغيرها من أحدث تقنيات.
يأتي ذلك في إطار قرب افتتاح المرحلة الأولى من مشروع التجلى الأعظم وتكليف رئيس مجلس الوزراء بتحديد مسار خروج بنى إسرائيل المرتبط بالمشروع.
يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن العيون الإثنى عشرة التى تقع على بعد 35 كم من نفق أحمد حمدى هى العيون الحقيقية التى تفجرت لنبى الله موسى وهى المحطة الأولى فى رحلة خروج بنى إسرائيل بسيناء
وقد أثبتت الدراسات الحديثة التى قام بها فيليب مايرسون أن المنطقة من السويس حتى عيون موسى منطقة قاحلة جدًا وجافة مما يؤكد أن بنى إسرائيل استبد بهم العطش بعد مرورهم كل هذه المنطقة حتى تفجرت لهم العيون وكان عددها 12 عين بعدد أسباط بنى إسرائيل، ولقد وصف الرّحالة الذين زاروا سيناء فى القرنين 18، 19م هذه العيون ومنهم ريتشارد بوكوك الذى وصف أربعة عيون واضحة ومياهها صالحة للشرب وقد تغطت باقى العيون بالرمال ووصف أشجار النخيل بالمنطقة.
وينوه الدكتور ريحان إلى قيام الدولة بترميم سبعة عيون عام 2018 و المتبقى خمسة عيون وقد كانت جميعها مياه عذبة تتزود منها قوافل الحج المسيحى و الإسلامى، وكان هناك ميناء على خليج السويس قرب عيون موسى استغله العثمانيون وتجار البندقية "فينيسيا" عام 1538م أيام السلطان العثمانى سليمان الثانى وقاموا بإنشاء قناة لنقل المياه من عيون موسى إلى مراكبهم بالميناء، كما كان الميناء محجرً صحيا للحجاج القادمين عبر خليج السويس من ميناء السويس، و نظرًا لاعتدال مناخها فقد كان لكبار الشخصيات بالسويس منازل للتصييف بمنطقة عيون موسى.
وقام إخصائى الترميم أحمد كمال عبد اللطيف مدير عام ترميم آثار ومتاحف جنوب سيناء السابق وكان المشرف على أعمال الترميم بتحليل عينة من المياه الجوفية من أحد عيون موسى بمركز بحوث وصيانة الآثار بقطاع المشروعات بوزارة الآثار في ذلك الوقت وذلك بعد تنظيف الآبار حتى الوصول إلى المياه الجوفية بعمق يتراواح من 6 إلى 8م وارتفاع المياه الجوفية نفسها من 60 إلى 70 سم والتي أكدت صحة ما توصل إليه الدكتور ريحان في دراساته لرحلة خروج بنى إسرائيل بأن مياه عيون موسى الأصلية مياه عذبة وصالحة للشرب للبشر حيث أكدت التحاليل أن مياه الآبار التى أقيمت على عيون موسى فى العصر الرومانى عذبة وتصلح للاستخدام الآدمي و الزراعى وغيرها وقد كان أهل المنطقة يستخدمون هذه المياه للشرب قبل مشروع الترميم.
كما تم التعرف على نوعية الأحجار المستخدمة فى بناء الآبار عبر العصور التاريخية المختلفة وهى الأحجار الرسوبية أو المرجانية التى تحتوى على مركبات الكالسيوم ومخلفات الطرح البحرى من مخلفات مرجانية و قواقع وغيرها وهى أحجار شديدة الصلابة وغير منتظمة الحدود الخارجية وقد استخدمت هذه الأحجار فى مبانى تل الكيلانى بالمنطقة الأثرية موقع ميناء الطور القديم وميناء دهب البحرى وأسوار جزيرة فرعون طابا.