مثل الهجوم الأوكراني على كورسك مفاجأة كبيرة بالنسبة لروسيا، حيث يعتقد محللون أن هذه الخطوة تشكل ضغطاً على موسكو وتعزز موقف أوكرانيا في مفاوضات السلام المحتملة مع روسيا، وهو الأمر الذي أشار إليه أيضًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق ما أورد موقع “نيوز 18” الهندي
أكبر مكاسب أوكرانيا
قال محللون إنه يمكن اعتبار الهجوم الأوكراني على روسيا هو الأكبر منذ اشتعال الحرب، وقد منح أوكرانيا أكبر مكاسبها في المعركة منذ عام 2022 بعد أشهر من التراجع.
وخلال الساعات الماضية، أعلنت أوكرانيا أنها سيطرت على 74 مستوطنة في منطقة كورسك الروسية.
كما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قواته اعتقلت أسرى حرب روس صار بالإمكان مبادلتهم بمقاتلين أوكرانيين أسرى لدى الروس.
وذكر زيلينسكي، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز للأنباء: "رغم المعارك الصعبة والعنيفة تواصل قواتنا التقدم في منطقة كورسك وينمو حجم "صندوق التبادل" في وقت نسيطر فيه على 74 مستوطنة".
رد بوتين
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن تعهد بالرد على أوكرانيا "بشكل مناسب" واتهم "سادة أوكرانيا في الغرب" بمساعدتها في خطوتها.
الناحية الاستراتيجية
ومن الناحية الاستراتيجية، فإن التقدم داخل الأراضي الروسية قد يؤدي أيضاً إلى إنشاء منطقة عازلة للسكان في المناطق المتنازع عليها في أوكرانيا.
كما قد يضطر روسيا إلى نشر المزيد من القوات في منطقة الحدود المحاصرة، وبالتالي إضعاف الجيش الروسي على طول خط المواجهة في أوكرانيا، وهذا في وقت تفتقر فيه روسيا إلى القوة البشرية اللازمة لتعويض الخسائر على الجبهة على الرغم من عمليات التجنيد الإجباري.
حاكم منطقة بيلجورود الروسية يعلن حالة الطوارئ
وفي تطورات الأوضاع، أعلن حاكم منطقة بيلجورود الروسية فياتشيسلاف جلادكوف حالة الطوارئ، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
وقال: "لا يزال الوضع في منطقة بيلجورود صعبًا ومتوترًا لذلك تم اتخاذ قرار اعتبارًا من اليوم بإعلان حالة الطوارئ في أنحاء منطقة بيلجورود".
وتقع مدينة بيلجورود على الحدود مع منطقة خاركوف الأوكرانية وهي المنطقة الجارة لمدينة كورسك، حيث شنت أوكرانيا هجومها المفاجئ.
وتعرضت بيلجورود أيضًا لهجوم من طائرات بدون طيار أوكرانية، وفق ما ذكرت صحيفة ذا جارديان البريطانية.
تحرك السلطات الروسية
وتبذل السلطات الروسية جهودا حثيثة للسيطرة على الوضع في كورسك، بعد أسبوع من شن الهجوم الذي ترك مساحة واسعة من الأراضي الروسية تحت سيطرة كييف.
وشرعت روسيا في الهجوم بالصواريخ وبالطائرات بدون طيار وعمل غارات جوية يوم أمس، الثلاثاء، في محاولة لاستعادة الأراضي، وهو الهجوم الذي أدى بأحد القادة الروس لأن يعلن أن تقدم كييف قد انتهى، حتى مع استمرار إجلاء السكان من المناطق الحدودية.
وقالت روسيا اليوم إنها دمرت 117 طائرة بدون طيار أوكرانية معظمها في مناطق كورسك وفورونيج وبيلجورود ونيجني نوفجورود.
أوكرانيا تواصل السيطرة
لكن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على عدد من المستوطنات، الأمر الذي دفع الكرملين إلى محاولة التقليل من أهمية ذلك وترك الأمر للقوات الروسية لإنهاء الهجوم.