نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، تحت ندوة بعنوان: «تكريم المسرحيين أبو العلا السلاموني وعبد الغني داوود»، في مقرّ مكتبة مصر العامة بعزبة البرج، ضمن فعاليات معرض رأس البر الخامس للكتاب المنعقد حاليا تحت رعاية الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة.
شارك في الندوة كل من الناقد والكاتب أحمد عبد الرازق أبو العلا، والمخرج رأفت سرحان والناقد ناصر العزبي، وأدارها المخرج عبد الله أبو النصر.
وقدم عبد الله أبو النصر الناقد ناصر العزبي الذي بدأ حديثه عن الكاتب المسرحي عبد الغني داوود قائلًا: «الحديث عن "عبد الغني داود" - المتوفى في الرابع عشر من يونيو الماضي - يطول، حيث لا تكفيه دراسة على عجالة، فتنوع المجالات التي طرقها يتطلب دراسة في كل منها، بين النقد والدراسات في السينما، وكذلك في المسرح، وبين الترجمة، والتراجم، والبرامج الإذاعية الخاصة، والتأليف المسرحي، وهو واحد من كتَّاب المسرح الكبار، وحصد العديد من الجوائز منها؛ جائزة حسين الورثيلاني لأدب الرحلة في دورتها الأولى بالجزائر 2021م، جائزة التميز من اتحاد كتاب مصر عام 2022، جائزة ساويرس في فرع النقد الأدبي عام 2013 عن كتاب "حفريات المادة المسرحية الخام"، جائزة أبو القاسم الشابي بتونس عن مسرحية "اللعنة من فوق المنبر" عام 1994م، - جائزة مسابقة المسرح بالجامعة الأمريكية عن مسرحية "عودة قطوط" عام 1974م، .. وغيرها من الجوائز».
قدمت نصوصه على مسارح الثقافة الجماهيرية بمعظم محافظات مصر، كذلك على مسارح الجامعات والشباب والرياضة والشركات، وشاركت مسرحيته "تنويعات هلالية" لفرقة فلاحين المنصورة التي أخرجها إبراهيم الفو، وقدمت في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي في دورته السادسة عام 1993م، وقد نال الكثير من التكريم في المحافل والمؤسسات الثقافية.
وفي كتابه "المسرح الإقليمي مسرح المستقبل" طرح المؤلف الراحل عدة مقالات تتناول قضية المسرح الإقليمي، ويبدأها باستفساره "هل المسرح الإقليمي هو مسرح المستقبل؟" كمدخل ينفذ من خلاله إلى تناول قضايا هذا المسرح والظواهر السلبية فيه، ومشاكل الإنتاج واللجان، وكذلك الكتَّاب والمخرجين والممثلين به، وغيرها من الموضوعات المرتبطة، وكيفية النهوض به، كمحاولة للبحث عن هوية لهذا المسرح.
وتناول في كتابه "الأداء السياسي فى مسرح الستينيات"، الأداء السياسي لكتاب مسرح فترة الستينات مثل: صلاح عبدالصبور وتوفيق الحكيم ونجيب سرور، وكتاب "حفريات فى المادة المسرحية الخام"، الذي يتناول البحث عن كل ما هو قديم ونادر في تاريخ المسرح المصري، ومن إصداراته النقدية أيضاً؛ "زكى طليمات"، و"بيرم التونسى" قيثارة الفن"، و"مبدعون خارج العاصمة"، و"الأداء السياسي في مسرح محفوظ عبد الرحمن".
وانتقل الحديث إلى الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا الذي تحدث عن أبو العلا السلاموني قائلا: «الكاتب محمد أبو العلا السلاموني صاحب مشروع كبير بدأه منذ أن كتب نصه الأول "درس في المأساة" عام ١٩٦٠ وكان عمره عشرين عاما؛ ومن وقتها حتى رحيله لم يتوقف عن الكتابة؛ وأذكر أنه وقف على خشبة مسرح الجمهورية برأس البر عام ١٩٦٥ ممثلا في مسرحية كتبها صديقه الكاتب المسرحي يسري الجندي، وكان يماثله في العمر وعنوانها "الشمس وصحراء الجليد" نص تراجيدي قدماه معا تحت عنوان (المسرح التجريبي) بما يوضح طموحهما معا للمشاركة في إحداث حراك مسرحي بما يملكان من أدوات وثقافة وطموح، وفشلت تلك المسرحية وكانت الدرس الأول الذي نبههما إلى أهمية أن يكون المسرح بسيطا ليصل إلى الناس».
وأضاف عبد الرازق: يرتكز مسرح السلاموني على ثلاثة محاور أولها: الانحياز للمسرح الشعبي؛ ذلك الذي استقى عناصره من مشاهداته لمولد أبو المعاطى المجاور لمنزله في دمياط في ذلك الوقت؛ فنمى وعيه مبكرا بأهمية أن يكون المسرح معبرا عن الناس، ومحتضنا لقضاياهم وبسيطا في طرحه وعميقا في رسالته؛ فكان المحور الشعبي من أهم المحاور التي سعى للتأكيد فيها على الهوية، وتعد نصوصه في هذا الإطار علامة نسترشد بها كلما تحدثنا عن خصائص المسرح الشعبي.
أما عن المحور الثاني في مسرحه، فهو محور معالجة قضية الإرهاب باسم الدين؛ محاكما للفكر الذي يقف وراءه.. وقدم فيه عشرة نصوص منها: أمير الحشاشين - ديوان البقر - الحادثة اللي جرت في شهر سبتمبر - رسائل الشيطان - جهاد الفواحش - القتل في جنين - السحرة - المليم بأربعة.
أما المحور الثالث فيتعلق بمعالجة بعض الوقائع التاريخية؛ معالجة معاصرة فيما يسمى بمسرح الإسقاط السياسي.. ومنها نصوصه: رجل في القلعة - زوبة المصرية - المحروس والمحروسة - فرسان الله والأرض - الثأر ورحلة العذاب.
أربعون نصا مسرحيا للكاتب أبو العلا السلامونى قدمهم على مدار تاريخه العامر بالإبداع، ولم يتوقف لحظة واحدة حتى أنه في الأيام الأخيرة من حياته وقبل رحيله أنجز نصين مهمين هما: ابن رشد في متاهة المسرح - سلطانة الطرب عن (منيرة المهدية)، وشرع في كتابة نص عن رفاعة الطهطاوي؛ لكن القدر لم يمهله ورحل عنا تاركا تراثا مسرحيا ثريًا وعظيمًا.