تقدمت النائبة مها عبد الناصر نائبة الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بسؤال برلماني بشأن: البعثة المصرية الأولمبية المشاركة في أولمبياد باريس ٢٠٢٤.
وذكرت أنه قد عاشت البعثة المصرية الأوليمبية بل والشعب المصري بأثره أيامًا لا يُحسد عليها، في ظل النتائج المخيبة للآمال التي حققتها البعثة الأوليمبية المصرية يوما تلو الآخر في دورة الألعاب الأولمبية باريس ٢٠٢٤.
ونوهت بأنه شاركت مصر بأكبر بعثة أولمبية في تاريخها، حيث ضمت ١٦٤ لاعبًا في ٢٢ رياضة مختلفة، بمعدل ١٤٨ لاعبًا ولاعبة أساسيين و١٦ لاعبًا احتياطيًا في جميع الألعاب و هو كان شيء مشرف ويدعو للتفاؤل، وذلك بميزانية ودعم مالي وصل إلى ١.٢٥ مليار جنيه مصري من ميزانية الدولة، وذلك وفقًا لبيان وزير الشباب والرياضة في تاريخ ١٥ يوليو ٢٠٢٤.
ونوهت إلى تصريحات وزير الشباب والرياضة آنذاك، الذي قال إن الدولة قدمت الدعم المالي والفني اللازم لكل اللاعبين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية باريس ٢٠٢٤، وأنها أنفقت مليارا و ٢٥٠ مليون جنيه لدعم الاتحادات الأولمبية من أجل دعم اللاعبين المصريين في مختلف الألعاب
ذلك المبلغ الضخم الذي تم إنفاقه على إعداد اللاعبين وتجهيزهم للأولمبياد، ما بين معسكرات خارجية، ومدربين مصريين وأجانب، وغيرها، بعيدا عن تكلفة السفر والإقامة في العاصمة الفرنسية باريس، وهو بالمناسبة المبلغ الذي يزيد بنحو ٧٧٧ مليون جنيه عن ميزانية البعثة الأوليمبية المصرية التي قد شاركت في أولمبياد طوكيو ٢٠٢٠.
وأوضحت: “إلا أنه للأسف لم تتمكن مصر إلا من تحقيق ثلاث ميداليات فقط، ميدالية برونزية في لعبة السلاح من نصيب اللاعب محمد السيد، وميدالية فضية في لعبة رفع الأثقال من نصيب اللاعبة سارة سمير، وأخيرًا ميدالية ذهبية في الخماسي الحديث من نصيب اللاعب أحمد الجندي، وهو الأمر الذي يتعارض شكلا ومضمونا مع المستهدفات التي تم إعلانها من جانب اللجنة الأولمبية المصرية التي أكدت قبل المشاركة في أولمبياد باريس أن البعثة الأوليمبية المصرية تستهدف تحقيق ما بين ٧ ألى ١١ ميدالية أولمبية في دورة باريس، وهو بالطبع ما لم يحدث”.
وقالت إنه على الرغم من استيائنا الشديد من نتائج البعثة بشكل عام ، إلا أننا نود أن نتعرض لأبعاد وملابسات ذلك الإخفاق الكبير بشكل موضوعي بعيدا عن العواطف والمشاعر الجماهيرية، كي نتمكن من إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، وتكون أولمبياد باريس هي نقطة البداية و الانطلاق للإصلاح للقطاع الرياضي المصري بشكل حقيقي.
وتابعت: “فإذا نظرنا إلى البعثة الأوليمبية المصرية فكما سبق وذكرنا أنها الأكبر في تاريخ البعثات الأوليمبية المصرية بواقع ١٦٤ لاعب، تنافسوا في ٢٢ لعبة فقط، في حين أن برنامج الألعاب الأوليمبية يتكون من حوالي ٣٢ رياضة، وهو ما يعني أن هناك ما يقرب من ثُلث الألعاب الأوليمبية لم تشترك فيها مصر من الأساس و هنا يأتي التساؤل على أية أسس يتم اختيار الألعاب التي سوف نشارك فيها”.
وواصلت: “حيث أنه في حال كان هناك أعداد جيد وخطة عملية لإعداد البطل الأوليمبي بشكل مثالي، كان بالتأكيد سيترتب على ذلك الأمر زيادة احتمالية تحقيق نتائج وإنجازات أوليمبية أفضل مما كان، وبالتالي تمثيل مشرف للدولة المصرية”.
وأشارت إلى أنه خير دليل ومثال على ما نقول في شأن مسألة الاهتمام بإعداد البطل وتقديم الدعم الصحيح واللازمة له، هو التألق الغير عادي لأبناء مصر في الأولمبياد، ولكن للأسف تألق باسم دول اخرى، فعلى سبيل المثال نرى اللاعب المصري عبد الرحمن مجدي والذي أصبح اسمه ادم أصيل والذي يمثل تركيا في رياضة الجمباز، أصبح على بُعد خطوة واحدة من تحقيق ذهبية تاريخية لتركيا.
وذكرت: “حيث هرب عبد الرحمن مجدي، لاعب منتخب الجمباز عام 2017 إلى تركيا، للعب باسم منتخبها عن طريق التجنيس، وعلى الرغم من اعتبار مجدي من أهم لاعبي منتخب الجمباز في مصر قبل رحيله، إلا أنه اتهم الاتحاد بالإهمال وعدم الاهتمام به كبطل صاعد في الجمباز، وأنه لمس اختلاف حقيقي في كل النواحي عندما التحق بمنتخب تركيا”.
وقالت: “كما نود أن نشير إلى مثال آخر وهو المدرب المصري أمجد عبد الحليم مدرب البطلة الأوليمبية الأمريكية لي كييفر لاعبة منتخب السلاح الأمريكي، والذي حقق معها الذهبية الثانية على التوالي في أولمبياد باريس بعدما حققها في أولمبياد طوكيو ٢٠٢٠ في إنجاز تاريخي غير مسبوق للولايات المتحدة الأمريكية في تلك الرياضة، في حين أن مصر لم نحقق سوى برونزية في تلك اللعبة في الدورة الحالية، فلماذا لم يتم دعم ذلك المدرب و تقديره بالشكل المطلوب وإسناد مهمة تدريب اللاعبين المصريين له ؟!”.
وأردفت: “هنا نود أن نُشير في سياق متصل الى أن من ضمن الأسباب الرئيسية لعزوف عدد من الرياضيين والمدربين المصريين البارزين من تمثيل مصر وتحديدًا في الألعاب الفردية هو عدم وجود رعاة أو عقود رعاية جيدة ، حيث يعتمد الرياضي في الألعاب الفردية بشكل شبه تام على التمويل الذي يأتي من الرعاة نظرا للميزانية الكبيرة التي يحتاجها من أجل الانتظام على نظام غذائي معين ومعدات وأجهزة تدريب باهظة الثمن ومعسكرات خارجية ومباريات ودية ومكافآت مجزية ورواتب جيدة من أجل ضمان تفرغ اللاعب بشكل تام لحياته الرياضية دون الحاجه إلى إيجاد مصدر دخل اخر، وهو ما قد يشتت تركيزه عن الهدف المنشود وهو تحقيق الإنجاز الرياضي المطلوب”.
وأتمت: “عندما بحثنا في سبب عزوف الرعاة عن رعاية اللاعبين المصريين وجدنا أنه على عكس ما يحدث بمختلف دول العالم، فالراعي لا يتمتع بأي مزايا جاذبة له لرعاية البطل المصري، فعلى سبيل المثال في بعض الدول يتم تقديم حوافز متعلقة بالوعاء الضريبي للرعاة نظير رعايتهم للبطل الرياضي الوطني، وهو ما لا يحدث في مصر، وبالتالي فهذه تعد من العقبات الكبيرة في طريق صناعة البطل الأوليمبي".