قال الشيخ محمد متولى الشعراوي، إمام الدعاة ، رحمة الله عليه، إن قول بسم الله لها فضائل عظيمة وأسرار جليلة؛ ومن أسباب حصول البركة فى الأمر الذي يبدأ به، فكل شيء لا يبدأ بـ “ بسم الله " ولا يذكر عليه إسم الله عز وجل فهو أفتر .
وأضاف “ الشعراوي”، خلال فيديو منشور له عبر منصة الفيديوهات “يوتيوب”، أنه عندما يقدم الانسان على فعل شيء فالأفعال والأحداث تحتاج إلى طاقة متعددة فإن كان فعل عمل يحتاج الى قوة وان كان فعل عقل يحتاج الى فكر، فتحتاج الأحداث لأشياء شتى.
وأشار الى أنه عندما يريد الإنسان قوة عليه أن تقول “بسم القادر” أو “بسم القوى” تريد علم قول “بسم العليم” تريد غنى قول “بسم الغني”، لكن الفعل لوحده يحتاج الى أشياء كثيرة ويغنى عن ذلك أن تتبرك بربك بسم واجد الوجود وهو “ الله” عز وجل، ففيه منطوي لكل صفات الكمال، وحتى ان كنت عاصيًا فاعلاً للذنوب والمعاصي فلا تترك "بسم الله فهو الرحمن الرحيم ".
وضرب مثل على ذلك قائلاً: السفينة مصنوعة حتى تنجي من الغرق إذاً لأبد أن تذهب بالراكبين إلى مكان لا يصله الماء فلابد من الجريان ولابد من الوصول، فجريانها يكون بقول “ بسم الله” ورسوها يكون “بسم الله” .
فوائد بسم الله الرّحمن الرحيم
لقول بسم الله الرحمن الرحيم فضائل عظيمة وأسرار جليلة؛ فالله - سبحانه وتعالى قد افتتح بها القرآن، وتعارف الناس عليها بأنها سببب من أسباب حلول البركة فى الأمرالذى يبدأ بها، ومن فوائد بسم الله الرحمن الرحيم ما يلي:
1- في قولها ستر للعورات عن نظر الجنّ؛ قال - صلى الله عليه وسلم-: «سَترُ ما بين أعينِ الجنِّ وعوْراتِ بني آدمَ، إذا دخل أحدُهم الخلاءَ أن يقولَ: بسمِ اللهِ».
2- تجب البسملة على المسلم إذا أراد الذّبح.
3- يُسَنّ للمسلم أن يستفتح فيها كثيراً من العبادات، منها ما يأتي: الوضوء، والغُسل، والتيمّم.
4- قراءة القرآن الكريم، أو الحديث الشريف، أو في بداية مجالس الذِّكر.
7- يُسَنّ للمسلم أن يستفتح بها كثيراً من المباحات، منها ما يأتي:
- الأكل، فقد قال - صلى الله عليه وسلم-: «يا غلامُ، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينِكَ، وكُلْ ممَّا يلِيكَ».
- كما أنها شُرِعت في كلّ أحوال الإنسان من قيام، وقعود، وأكل، وقراءة قرآن، وغيره، وذلك ليظلّ الإنسان ذاكراً لله تعالى، طالباً للإخلاص له في كلّ أعماله، وليطلب بها التبرّك والتيمّن؛ ففيها للإنسان البركة والحفظ والرعاية.
فضل بسم الله الرحمن الرحيم
-تُعدّ كلمة البسملة اختصاراً لبسم الله الرَّحمن الرَّحيم، وذلك كقولنا حوقلة أو حمدلة، ويُراد بقولها طلب البركة والعون من الله - سبحانه وتعالى- وأسمائه قبل البدء بفعل أو قول معين، والباء في بدايتها للاستعانة والتبرُّك.
-وكلمة اسم التي تلحق بها هي مفردٌ مضاف يفيد العموم، وذلك كما في قول الله – تعالى-: «وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا»؛ فنعمة لفظ مفرد مضاف للفظ الجلالة، وتفيد بذلك عموم نِعَم الله -عزّ وجلّ-، كما أنّ لفظ اسم في البسملة مفرد مضاف إلى لفظ الجلالة يُفيد عموم أسماء الله الحُسنى، أمّا لفظ الجلالة فهو أعظم اسم من أسماء الله الحُسنى، وهو خاصّ جاء بعد العموم ليشير إلى الأهميّة والشرف.
-أمّا الرّحمن الرّحيم فهما من أسماء الله الحُسنى، جاءا بدلاً من لفظ الجلالة؛ فكانا تابعين له، وقيل: هما نعت في هذا الموضع، والرَّحمن اسم على وزن فَعْلان، وهو اسم لله تعالى يدلّ على أنّه صاحب رحمة واسعة شاملة، تشمل الخلق جميعاً بما فيهم الكافر؛ فهو سبحانه يغدق رحمته وينشرها على عباده جميعاً، والرَّحيم اسم على وزن فَعيل، يُراد به أنّ الله - عزّ وجلّ- صاحب الرحمة الخاصّة بالمؤمنين، قال- تعالى-: «وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا».
-وقيل في الفرق بين الرحمن والرحيم: إنّ الرحمن هو الذي إذا سُئِل أعطى، والرّحيم هو الذي إذا لم يُسأَل يغضب، وفي قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إنّ للهِ مائةَ رحمةٍ، أنزل منها رحمةً واحدةً بين الجنِّ والإنسِ والبهائمِ والهوامِ، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطفُ الوحشُ على ولدِها، وأخّر اللهُ تسعاً وتسعين رحمةً، يرحمُ بها عبادَه يومَ القيامةِ»؛ يُراد بالجزء الأول اسم الله الرحمن، وفي باقي الأجزاء التسعة والتسعين اسم الله الرحيم.