أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن التصدق من الأمور المستحبة، ولكنها ليست واجبة في جميع الأحوال، لافتا إلى أن الصدقة أمر مستحب، لكن إذا كان الدخل لا يسمح بها، فلا داعي للقلق، وذلك فى رده على اتصال سيدة ترغب فى الصدقة ولكنها غير قادرة.
قال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى له، اليوم الاثنين: "طالما أن الموارد المالية الخاصة بك لا تسمح بالتصدق، فليس عليك إثم، البدائل موجودة، مثل تبسمك في وجه أخيك، والكلمة الطيبة، والذكر، وتلاوة القرآن، كلها أبواب خير وثواب عظيم."
أشار إلى أن الصدقة بشكل عام مندوبة، يعني أنها مستحبة ولكن ليست إلزامية، والشخص لا يثاب فقط من عدم التصدق إذا كان غير قادر، ومع ذلك، يجب الانتباه إلى مسألة الزكاة، التي هي صدقة واجبة وليست اختيارية.
هل الصدقة تطهر المال الحرام
وقال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن بعض الأشخاص يرغبون أحيانا في أن يخرجوا في سبيل الله ما تحت أيديهم من أموال قد يكونوا حصلوا عليها من الحرام أو من طرق فيها شبهة، موضحا أنه حينئذ ينصح العلماء هذا الشخص بإخراج المال على سبيل تبرئة الذمة وتنظيف المال من الحرام أو الشبهة وليس على أنه صدقة.
وأضاف «جمعة» في منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» أنه حينئذ يذهب ثواب هذا الإخراج إلى أصحاب المال الأصليين الذين أخذ منهم ظلما وعدوانا ثم تعذر على المخرج الآن معرفتهم أو الوصول إليهم وهذا المال يجب إخراجه في وجوه الخير ليس تحت اسم الصدقة بل تحت اسم تبرئة الذمة.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن المتصدق عليه، وهو الذي يأخذ الصدقة، ومثله من يقوم بتوزيع هذا المال نيابة عن المتصدق، ليس عليه شرعا أن يسأل أو أن يبحث عن مصدر هذه الأموال أو أن يشترط على المتصدق أنه لا يأخذها منه إلا أن يعلم مصدرها، لأن الأصل في الشريعة هو إحسان الظن بالخلق.
وتابع المفتي السابق أن الله تعالى نهى المؤمنين عن التنقيب والتفتيش المتكلف في الأمور كلها، ووضع الله قاعدة ذلك فقال في سورة المائدة: « يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم»، [الآية101]، مضيفا: قال ابن كثير في تفسيرها: "هذا تأديب من الله تعالى لعباده المؤمنين ونهي لهم عن أن يسألوا عن أشياء مما لا فائدة لهم في السؤال والتنقيب عنها، حتى قال: وظاهر الآية النهي عن السؤال عن الأشياء التي إذا علم بها الشخص ساءته فالأولى الإعراض عنها وتركها".
ونبه الدكتور على جمعة إلى أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا, وكونوا عباد الله إخوانا" [أخرجه البخاري ومسلم]، والتجسس التفتيش عن بواطن الأمور، كما أخرج الطبراني في الكبير عن حارثة بن النعمان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم -قال: "إذا ظننت لا تحقق".
ولفت إلى أنه إذا كان المتصدق اختلط في ماله حلال بحرام فصح عن ابن مسعود -رضي الله عنه أنه سئل عمن له جار يأكل الربا علانية ولا يتحرج من مال خبيث يأكله، يدعوه إلى طعامه، فقال: أجيبوه، فإنما المهنأ لكم والوزر عليه.