يترقب العالم تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، مع توارد الأنباء عن قرب الرد الإيراني ضد إسرائيل، وشن هجمات مماثلة لما جرى في منتصف شهر أبريل الماضي حينما شنت إيران هجوما مباشرا على إسرائيل ثأرا لتدمير السفارة الإيرانية في دمشق، لكن الضربة التي وجهتها تل أبيب لطهران في نهاية يوليو الماضي، كانت أشد إيلاما من تدمير السفارة باغتيال إسماعيل هنية في مبنى تحت حماية الحرس الثوري.
موعد الرد الإيراني
وعلى مدار الأيام الماضية كان الشغل الشاغل هو معرفة توقيت الهجوم الإيراني ضد إسرائيل، وكيفية حدوثه.. وفي هذا السياق، ذكرت قناة فوكس نيوز الأمريكية اليوم الاثنين نقلا عن مصادر في الشرق الأوسط أن إيران ووكلاءها قد يهاجمون إسرائيل خلال الـ 24 ساعة القادمة ردا على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في أواخر يوليو.
فيما كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية نقلا عن مصادر إيرانية أنه قد لا يكون هناك هجوم إيراني على الإطلاق أو قد يحصل الليلة.
وعلى النقيض من ذلك زعمت صحيفة أكسيوس الامريكية أن إسرائيل والولايات المتحدة لا تعرفان الوقت المحدد للهجوم الإيراني، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن إيران اتخذت خطوات تحضيرية كبيرة في أنظمة الصواريخ والمسيرات مماثلة لتلك التي اتخذتها قبل هجوم إبريل.
كيف سترد إيران على إسرائيل؟
وفيما يتعلق بكيفية شن إيران هجوما على إسرائيل، كشف العضو في لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني بخشايش أردستاني، تفاصيل الرد الإيراني على إسرائيل قائلا إنه سيكون على نحو مفاجئ وقد يستمر لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام.
وأشار النائب الإيراني في تصريحات نشرها موقع "إيران إنترناشيونال" إلى أنه في المرحلة السابقة "هجوم أبريل" تم إطلاق قرابة 300 طائرة بدون طيار وصاروخ، وهذه المرة، قد يزيد عدد المقذوفات إلى حوالي 600 مقذوف حربي مثلا.
ولفت إلى احتمال مشاركة وكلاء إيران في هجوم على إسرائيل، وربما حزب الله في لبنان، موضحا أنه على عكس الهجوم السابق الذي تم إخطار الولايات المتحدة به قبل وقوعه، "هذه المرة لن نبلغ العدو بالتأكيد".
استعدادات إسرائيل لمواجهة إيران
وعن استعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي للهجوم الإيراني قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن وضع الجيش الإسرائيلي بحالة التأهب القصوى جاء بعد ملاحظة استعدادات من إيران وحزب الله لشن هجمات.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاجاري إنه لا توجد حتى الآن أي تغييرات في إرشادات الطوارئ للمدنيين، حتى مع زعم التقارير أن هجوماً إيرانياً على إسرائيل وشيك.
وأضاف هاجاري في مؤتمر صحفي أن جيش الاحتلال في حالة تأهب قصوى تحسباً لهجوم محتمل من إيران أو حزب الله في لبنان، بحسب ما أوردته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وأوضح: "في الأيام الأخيرة، نتابع أعداءنا والتطورات في الشرق الأوسط، وخاصة حزب الله وإيران"، لافتا إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية زادت من دورياتها فوق لبنان، "لكشف واعتراض التهديدات".
وقال هاجاري: "نحن ننظر إلى تصريحات أعدائنا على محمل الجد، وبالتالي نحن مستعدون على أعلى مستوى من الاستعداد للدفاع والهجوم".
وأشار إلى أنه لا توجد تغييرات في إرشادات قيادة الجبهة الداخلية، وإذا كان هناك أي تغييرات، "فسنقوم بتحديثها على الفور".
اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر
يأتي التصعيد بين إسرائيل وإيران، بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، خلال تواجده في طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وبعد ساعات من لقائه بالمرشد الإيراني علي خامنئي، نهاية يوليو الماضي.
وقبل اغتيال هنية بـ12 ساعة، شن جيش الاحتلال غارة جوية على الضاحية الجنوبية في بيروت، استهدفت القيادي العسكري في حزب الله المتمركز في جنوب لبنان فؤاد شكر، قتل على أثرها.