تشهد سماء مصر الليلة عرضًا رائعًا يتمثل في مشاهدة تساقط شهب البرشاويات السنوية وهي تعد واحدة من أكثر زخات الشهب إثارة في العام، وتصل إلى ذروتها الليلة، وهي واحدة من أجمل الظواهر الفلكية حيث تواصف بالأفضل لهذا العام ومن الظواهر البديعة والجميلة فى المشاهدة والرصد والتصوير، وهذه ظاهرة فلكية يترقبها جميع هواة الفلك والمهتمين بهذا المجال.
وقال الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، إن زخة شهب البرشاويات من أشهر الزخات الشهابية التي يتابعها هواة الفلك في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وتكون ذروتها هذا العام في ليلة 12 وفجر 13 أغسطس، وأفضل وقت لرؤيتها بعد منتصف الليل وحتى بزوغ فجر اليوم التالي .
شهب البرشاويات
وأضاف "تادرس"، أن شهب البرشاويات تعتبر جيدة دائمًا، ففي كل عام تقدم عرضاً رائعاً في سماء الليل، ولكن سيكون عام 2024 غير جيد لأن القمر في طور التربيع الأول، وسيعيق رؤية بعض الشهب، وبخاصة الخافت منها في النصف الأول من الليل، ولكنه سيغرب بحلول منتصف الليل تاركا السماء مظلمة، وهي أفضل الأوقات لمشاهدة الشهب حتى بزوغ الشفق الصباحي.
وأوضح أن شهب البرشاويات سُميت بهذاالاسم نسبة إلى مجموعة فرساوس او برشاوس (حامل رأس الغول) الذي تبدو الشهب كما لو كانت آتية منها، حيث تكون هذه المجموعة في خلفية المنطقة الذي تسقط منها الشهب في السماء، وتستمر دخول هذه المخلفات المسببة للشهب من 17 يوليو إلى 24 أغسطس.
ونوه أستاذ الفلك بضرورة عدم التسرع في الحكم على السماء المظلمة اثناء مراقبة الشهب ليلا لأن العين البشرية تحتاج نحو عشرة دقائق لتتوائم وتتكيف مع ظلمة السماء.
وأشار إلى أن سبب سقوط الزخات الشهابية يرجععموما إلى دخول الأرض أثناء دورانها حول الشمس في مسار مذنبات قديمة التي تترك بقاياها ومخلفاتها على طول مساراتها حول الشمس، في حين تدخل هذه النفايات جو الأرض تحترق في طبقات الجو العليا مسببة ظاهرة الزخات الشهابية، وعلى ذلك فالمذنب المسبب لشهب البرشاويات هو "سويفت تتل" (Swift-Tuttle) الذي تم اكتشافه عام 1862، الذي يكمل دورته حول الشمس كل 133 سنة.