قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

كتابة على الجدران تفك لغز السجون الرومانية.. ماذا كتبوا؟

السجون الرومانية
السجون الرومانية
×

في خطوة فريدة من نوعها، تمكن عالم الآثار ماثيو لارسن من تحديد بقايا سجن روماني في مدينة كورنثوس اليونانية، مما يضيف إلى التاريخ القليل المعروف عن هذه المؤسسات العقابية في العالم الروماني. هذا الاكتشاف يعتبر واحدًا من القلائل التي تم التعرف عليها في هذا السياق، حيث كانت السجون الرومانية نادرة التوثيق، رغم انتشارها في كل مدينة رومانية تقريبًا.

لغز السجون الرومانية

رغم الانتشار الواسع للسجون في الإمبراطورية الرومانية، إلا أن الأدلة الأثرية عليها كانت شبه معدومة. يقول لارسن، الأستاذ المشارك في العهد الجديد بجامعة كوبنهاجن، إن "السجون لابد وأن كانت موجودة في كل مدينة رومانية تقريبًا، ولكن من الصعب للغاية تحديد بقاياها".

يعود تاريخ هذا السجن المكتشف إلى حوالي 1600 عام، وهو فترة كانت الإمبراطورية الرومانية تسيطر فيها على المنطقة، وكان العديد من سكانها قد اعتنقوا المسيحية.

الأدلة الأثرية ودور النقوش

اعتمد لارسن في تحديد موقع السجن على مجموعة من الأدلة، بما في ذلك النقوش المحفورة على أرضية الموقع، والتي تعكس معاناة السجناء. إحدى هذه النقوش كانت توسلات مكتوبة باللغة اليونانية، مثل: "ليحل الحظ على أولئك الذين يعانون في هذا المكان الخارج عن القانون. يا رب، لا ترحم من ألقى بنا هنا". كانت الأرضية تحتوي على شقوق، ومن خلال دراسة هذه الشقوق، استنتج لارسن أن النقوش كتبت بعد وضع الأرضية، مما يدعم فكرة أن الموقع كان بالفعل سجنًا.

حياة السجناء القاسية

وبحسب مجلة “لايف ساينس” العلمية، وصفت النقوش حياة السجناء بأنها كانت مروعة، حيث تشير إلى أن بعضهم قضى شتاءً كاملاً في ظروف قاسية للغاية. في إحدى الرسائل المكتوبة على الجدران، يتوسل السجناء إلى الله للانتقام ممن سجنوهم: "يا رب، اجعلهم يموتون موتًا فظيعًا".

كما تشير بعض النقوش إلى محاولات السجناء لتمضية الوقت بلعب الألعاب، وهو ما يظهر في وجود ألواح الألعاب المحفورة على الجدران.

هذا الاكتشاف يفتح نافذة نادرة على جزء مظلم من الحياة الرومانية، حيث يعكس معاناة السجناء والظروف القاسية التي عاشوها. كما يقدم دليلًا ماديًا على وجود السجون في المدن الرومانية، ويعطي لمحة عن الحياة اليومية لأولئك الذين كانوا محبوسين داخل هذه الجدران.