تشهد السماء نهاية الأسبوع المقبل ظاهرة فلكية مدهشة، حيث من المتوقع أن تصل زخة شهب البرشاويات السنوية إلى ذروتها، مما يتيح لمحبي الفلك وعشاق الليل فرصة لمشاهدة واحدة من أجمل العروض الطبيعية.
يتوقع أن تصل هذه الظاهرة إلى ذروتها مساء اليوم 12 أغسطس، حيث يمكن رؤية ما يصل إلى 75 شهابًا في الساعة، فيما يعرف بـ "النجوم الساقطة".
ظاهرة شهب البرشاويات
تعتبر شهب البرشاويات من أكثر الزخات السنوية غزارة وإشراقًا، حيث ترتبط بحطام المذنب سويفت-توتل الذي يدور حول الشمس كل 133 عامًا. وعندما تدخل جسيمات الحطام هذه الغلاف الجوي للأرض بسرعات تصل إلى 37 ميلاً في الثانية (60 كيلومترًا في الثانية)، فإنها تسخن وتتبخر، مطلقة طاقة مرئية على شكل خطوط من الضوء. هذه الخطوط اللامعة هي ما نعرفه بالشهب.
وفقًا لوكالة ناسا، فإن شهب البرشاويات تبدو وكأنها تنبعث من كوكبة برشاوس، ومن هنا جاءت تسميتها. تتساقط الشهب بشكل كثيف خلال ساعات الفجر المبكرة عندما ترتفع كوكبة برشاوس عالياً في السماء الشمالية الغربية، مما يتيح رؤية أفضل لهذه الظاهرة.
التأثيرات الضوئية ودور القمر
رغم أن ضوء القمر يمكن أن يؤثر بشكل كبير على وضوح رؤية الشهب، إلا أن هذا العام يحمل خبراً ساراً للمراقبين. فوفقًا للجمعية الأمريكية للنيازك، سيغرب القمر نصف المضاء بعد حوالي ساعة من منتصف الليل بالتوقيت المحلي في نصف الكرة الشمالي، مما يتيح سماء مظلمة مثالية لمشاهدة الشهب. هذا يعني أن ذروة نشاط شهب البرشاويات ستكون في وقت مناسب لرؤية واضحة.
كيف تستعد لمشاهدة الشهب؟
لمشاهدة زخة شهب البرشاويات في أفضل حالاتها، ينصح بالابتعاد عن التلوث الضوئي الذي تسببه المدن الكبرى. السماء المظلمة هي أفضل مكان للاستمتاع بهذا العرض الفلكي. كذلك، من المستحسن أن يبدأ المراقبون استعداداتهم بعد منتصف الليل بقليل، عندما يبدأ نشاط الشهب بالزيادة. يكفي أن تجلس تحت سماء الليل، وتنظر إلى الأعلى وتستمتع بمشاهدة "النجوم الساقطة" وهي تشق طريقها عبر الفضاء.
على الرغم من أن ذروة الزخة ستكون في 12 أغسطس، إلا أن شهب البرشاويات ستكون نشطة منذ 14 يوليو وحتى 1 سبتمبر 2024. هذا يعني أن عشاق الفلك سيستمتعون بمشاهدة الشهب طوال هذه الفترة، وإن كان بكثافة أقل من الذروة.