قال الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إنَّ الدولة المصرية لها دورٌ تاريخيٌّ ومحوريٌّ داخل القارة الإفريقية، مشيرًا إلى أنَّه منذ قيام ثورة 23 يوليو 1952 لعبت مصر دورًا مهمًّا في دعم حركات التحرر الإفريقي، حيث احتضنت زعماء هذه الحركات التحررية وأمدتهم بالسلاح والمال والدعم السياسي والدبلوماسي.
وأضاف أنه وبحلول عام 1960، حصلت 71 دولة إفريقية على استقلالها، ثم أُنشئ الصندوق الفني المصري للتعاون مع الدول الإفريقية، الذي قدَّم المعونة الفنية المتمثلة في الخبراء والفنيين والأساتذة من الأزهر والجامعات والأطباء والعمالة الفنية، وتم إقامة السدود وتوليد الكهرباء المائية وغيرها من المشروعات.
وأضاف "محسب" أنَّ الدور المصري تراجع خلال الفترة السابقة لحكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، لكن سرعان ما نجح الرئيس في استعادة زمام القيادة سريعًا، حيث توجهت القيادة السياسية نحو إفريقيا، وبدأت في تنفيذ استراتيجية قوية لمدِّ جسور التعاون مع دول القارة السمراء مرةً أخرى، خاصةً دول حوض النيل ومنطقة القرن الإفريقي.
ولفت إلى أنَّ الدولة المصرية تعمل حاليًّا على استثمار قوتها السياسية والاقتصادية والبشرية والتاريخية بما يحقق مصالح مصر وشعوب القارة، في ظل ما يتعرض له العالم من اضطرابات وأزمات تعرقل كلَّ جهود التنمية.
وثمَّن عضو مجلس النواب التحركات النشطة للدبلوماسية المصرية لتعزيز المشاركة الشعبية مع شعوب القارة، من خلال المشاركة في الاحتفالات والمناسبات القومية، والتي كان آخرها مشاركة وزير الخارجية في احتفالات رواندا برئيسها الجديد.
وأكد أنَّ مصر باتت صوتًا للقارة الإفريقية في جميع المحافل الدولية، حيث تتبنى عرض قضايا القارة ومشكلاتها، ومطالبة دول العالم بتحمل مسؤولياتها تجاه شعوب القارة التي تدفع ثمن أخطاء الدول المتقدمة، والتي كان أبرزها التداعيات السلبية للتغيرات المناخية على دول القارة، فضلًا عن تداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
وشدَّد النائب أيمن محسب على أهمية الركائز التي تقوم عليها السياسة الخارجية المصرية، والتي تضع في أولى اهتماماتها القارة الإفريقية، من خلال تعزيز التعاون وتوثيق الروابط.
كما أكد أنَّ مصر منذ ثورة 30 يونيو تمكنت من استعادة أمجاد الماضي من خلال تصحيح الصورة والعودة إلى العمق الإفريقي، وتعزيز الشراكات والتوجه لإنشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التي تقدِّم الكثير للشعوب الإفريقية، من خلال توفير تبادل الخبرات عن طريق التدريب والمساعدات وغيرها من الأمور، باعتبار مصر جزءًا من القارة السمراء.