حدث رياضي غاية في الأهمية ، يجمع كثير من الرياضات من البالية المائي وكرة اليد وغيرها في حلبة تنافسية بين كل البلدان ، تم استلهام إنشائها من الألعاب الاولمبية القديمة في اولمبيا اليونان من القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الرابع الميلادي ، وتجد اللجنة الأولمبية بعض من الصعوبة في استضافة البلدان للدورات الاولمبية الشتوية والصيفية وذلك لكلفة استضافتها العالية ، مقابل المكاسب الاقتصادية المرجوة منها.
ولكن تلك الدورة كشفت العوار عن ارتباك منظومة الغرب الأخلاقية ، التي لا تستطيع التمييز بين الحرية وإهانة الرموز ، بعد محاكاة لوحة العشاء الأخير للفنان ليوناردو دا فنشى ، وتقديم مجموعة من المتحولين جنسيًا وكأنهم تلاميذ المسيح، وبرر ذلك جولي توماس مخرج الحفل على أنه رسالة على اندماج كل الفئات في المجتمع الفرنسي وقبول الأخر ! وممارسة المواطنة في الجمهورية الفرنسية التي تقبل الجميع ، ولكن – بالطبع – كعادته يفرض الغرب على العالم قبول مجتمع الميم والمثليين جنسيًا ، كبث تلك الرسائل في أفلام الكارتون والدراما الغربية ، وكأن لوحة دا فانشى التي رسمها في القرن الخامس عشر مادة غنية لإثارة الجدل والبلبلة كما حدث في " دافنشى كود " ، تلك الرواية التي كتبها دان براون ليشكك في بعض الحقائق المسيحية ، ولكن كان هناك ردة فعل عنيفة من قبل الكنيسة الكاثوليكية إزاء تلك الإساءة المتعمدة باطنًا و الغير متعمدة ظاهرًا.
حتي الأزهر الشريف أدان بشدة أي إساءة لأي من رموز الأديان السماوية ، وتداول رواد السوشيال ميديا مشاهد تخيلية عن ماذا لو استضافت مصر دورة ألعاب أولمبية ؟ كيف سيكون الافتتاح وكيف سيكون الحفل ، مستلهمين بعض من المشاهد الجميلة والثمينة من حفل نقل المومياوات وافتتاح طريق الكباش في الأقصر ، وكأنهم يقولون أن مصر إذا أرادت أن تقيم احتفالا لحدث رياضي أو حضاري سيكون حفلا مميَزًا ، يحترم الحضارات والمقدسات ، يعبر عن حوار الحضارات واندماج الثقافات ، فالاندماج الحقيقي هو ليس قبول الشاذ عن المجتمع وتشويه المقدسات بل هو قبول كل ما هو صحيح وقويم ! وقبول الأخر باختلاف الديانات والمعتقدات والجنسيات.
وربما قد يكون مقترحًا حقيقًيا ، إذ تتقدم مصر وجنوب إفريقيا باستضافة دورة الألعاب الاولمبية عام 2036 و 2040 ، وستكون المرة الأولى في التاريخ التي تستضيف فيها إفريقيا الألعاب الاولمبية ومصر وجنوب إفريقيا لديهما المقومات الجيدة لاستضافة حدث بهذا الحجم ، فمصر أصبح لديها بنية تحتية قوية ، مدن ذات مقومات سياحية ومُناخية جيدة مثل العلمين الجديدة وفنادق فخمة وملاعب كبرى وطرق ومطارات ووسائل نقل ممتازة .
إن الحضارة والجمال والأصالة هما العنوان الحقيقي للتحضر وليس الإسفاف وتشويه الرموز، فالحرية لا تعني الخروج عن القيم وفرضها في وجدان العالم.