قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ماريان جرجس تكتب: أولمبياد 2036.. 2040

حدث رياضي غاية في الأهمية ، يجمع كثير من الرياضات من البالية المائي وكرة اليد وغيرها في حلبة تنافسية بين كل البلدان ، تم استلهام إنشائها من الألعاب الاولمبية القديمة في اولمبيا اليونان من القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الرابع الميلادي ، وتجد اللجنة الأولمبية بعض من الصعوبة في استضافة البلدان للدورات الاولمبية الشتوية والصيفية وذلك لكلفة استضافتها العالية ، مقابل المكاسب الاقتصادية المرجوة منها.

ولكن تلك الدورة كشفت العوار عن ارتباك منظومة الغرب الأخلاقية ، التي لا تستطيع التمييز بين الحرية وإهانة الرموز ، بعد محاكاة لوحة العشاء الأخير للفنان ليوناردو دا فنشى ، وتقديم مجموعة من المتحولين جنسيًا وكأنهم تلاميذ المسيح، وبرر ذلك جولي توماس مخرج الحفل على أنه رسالة على اندماج كل الفئات في المجتمع الفرنسي وقبول الأخر ! وممارسة المواطنة في الجمهورية الفرنسية التي تقبل الجميع ، ولكن – بالطبع – كعادته يفرض الغرب على العالم قبول مجتمع الميم والمثليين جنسيًا ، كبث تلك الرسائل في أفلام الكارتون والدراما الغربية ، وكأن لوحة دا فانشى التي رسمها في القرن الخامس عشر مادة غنية لإثارة الجدل والبلبلة كما حدث في " دافنشى كود " ، تلك الرواية التي كتبها دان براون ليشكك في بعض الحقائق المسيحية ، ولكن كان هناك ردة فعل عنيفة من قبل الكنيسة الكاثوليكية إزاء تلك الإساءة المتعمدة باطنًا و الغير متعمدة ظاهرًا.

حتي الأزهر الشريف أدان بشدة أي إساءة لأي من رموز الأديان السماوية ، وتداول رواد السوشيال ميديا مشاهد تخيلية عن ماذا لو استضافت مصر دورة ألعاب أولمبية ؟ كيف سيكون الافتتاح وكيف سيكون الحفل ، مستلهمين بعض من المشاهد الجميلة والثمينة من حفل نقل المومياوات وافتتاح طريق الكباش في الأقصر ، وكأنهم يقولون أن مصر إذا أرادت أن تقيم احتفالا لحدث رياضي أو حضاري سيكون حفلا مميَزًا ، يحترم الحضارات والمقدسات ، يعبر عن حوار الحضارات واندماج الثقافات ، فالاندماج الحقيقي هو ليس قبول الشاذ عن المجتمع وتشويه المقدسات بل هو قبول كل ما هو صحيح وقويم ! وقبول الأخر باختلاف الديانات والمعتقدات والجنسيات.

وربما قد يكون مقترحًا حقيقًيا ، إذ تتقدم مصر وجنوب إفريقيا باستضافة دورة الألعاب الاولمبية عام 2036 و 2040 ، وستكون المرة الأولى في التاريخ التي تستضيف فيها إفريقيا الألعاب الاولمبية ومصر وجنوب إفريقيا لديهما المقومات الجيدة لاستضافة حدث بهذا الحجم ، فمصر أصبح لديها بنية تحتية قوية ، مدن ذات مقومات سياحية ومُناخية جيدة مثل العلمين الجديدة وفنادق فخمة وملاعب كبرى وطرق ومطارات ووسائل نقل ممتازة .

إن الحضارة والجمال والأصالة هما العنوان الحقيقي للتحضر وليس الإسفاف وتشويه الرموز، فالحرية لا تعني الخروج عن القيم وفرضها في وجدان العالم.