بدأ المزارعون في طور سيناء جمع الذهب الأصفر "البلح البارحي" في موسم حصاد وفير، زين المزارع في حضن الجبل باللون الأصفر الذهبي.
تعد مزرعة وادي "ميعر" التابع لمدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء واحدة من المزارع النموذجية التي أقامها جهاز التعمير بمحافظة جنوب سيناء. تضم هذه المزرعة مساحة كبيرة من أشجار النخيل "البارحي" الذي يُعتبر من أجود وأفضل أنواع التمر في العالم، بفضل احتوائه على نسبة عالية من السكريات.
قال المهندس محمد عبد الحميد، بمنطقة تعمير جنوب سيناء، إنه جرى البدء في موسم جني محصول البلح البارحي، الذي يُعد من أجود الأنواع التي يقبل المواطنون على شرائها على الرغم من ارتفاع سعره مقارنة بالأنواع الأخرى. يتميز البلح البارحي بقيمة غذائية عالية، ونسبة سكريات مركزة، وهو "أورجانيك" بنسبة 100%، مؤكداً أنه أحد أنواع أشجار النخيل التي تجود زراعتها على أرض جنوب سيناء وذات جدوى اقتصادية كبيرة.
وأوضح "عبد الحميد" أن موسم جني البلح البارحي في المزارع النموذجية التابعة لجهاز التعمير ينتظره مواطنو المحافظة كل عام، حيث يُخصص حصة مجانية لتوزيعها على أهالي وادي ميعر، وطرح حصة لبيعها بأسعار مخفضة داخل منافذ البيع التابعة لجهاز التعمير، بجانب تخصيص حصة للوحدات المحلية لبيعها بالقرى والوديان بأسعار رمزية، وذلك تنفيذًا لتوجيهات اللواء وائل مصطفى، رئيس جهاز التعمير، واللواء خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، والعميد شريف محمد عبد المنعم، رئيس منطقة تعمير جنوب سيناء، بهدف تخفيف العبء عن كاهل المواطنين وتحقيق الغرض من إقامة هذه المزارع النموذجية.
وأكد أنه يجري التوسع في زراعة مساحات كبيرة من البلح البارحي بالمزارع النموذجية التي جرى إقامتها على أرض المحافظة، والبالغ عددها 13 مزرعة، نظرًا لقيمته الاقتصادية العالية التي تتمثل في ارتفاع سعره وإنتاجه الغزير الذي يتراوح بين 80 حتى 120 كيلو للنخلة الواحدة، حسب عمر النخلة، بجانب إنتاج الفسائل الجديدة التي تنتجها أشجار النخيل، والتي يتراوح سعر الفسيلة الواحدة من 3 إلى 4 آلاف جنيه.
وأوضح أنه يجري الاعتناء بأشجار نخيل البلح البارحي بالخدمة الشتوية التي تبدأ بتقليم الأشجار، يليها مرحلة التلقيح، والاهتمام المستمر بمتابعة الأشجار لحمايتها من سوسة النخيل حتى يتم جني الثمار. يُفضل جني الثمار مع بداية تحول لونها إلى الأصفر مباشرة قبل نضجها بشكل كامل وتحويلها إلى رطب.
وأشار إلى أن مزرعة وادي ميعر جرى إقامتها على مساحة 50 فدانًا، تضم 5 أفدنة لأشجار النخيل البارحي، و20 صوبة للزراعات المحمية، ومساحات كبيرة من أشجار المانجو، ومزرعة حيوانية، ومزرعة للاستزراع السمكي.
يُعتبر النخيل البارحي والمجدول من المحاصيل الناجحة في طور سيناء بفضل توفر الطقس المناسب والمياه الجوفية العذبة، وقد انتشرت الزراعة على أوسع نطاق بجنوب سيناء.
قال المهندس جمال النجار، الخبير الزراعي بجنوب سيناء، إن طور سيناء خلال السنوات القادمة ستصبح ملكة البارحي والمجدول، وستصدر إلى الخارج، سواء بارحي أو مجدول.