في أعقاب الغارة الجوية الإسرائيلية المدمرة على مدرسة في مدينة غزة، دعا الناجون إلى وضع حد للعنف الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 80 فلسطينيا.
وفقا للجارديان، أدى الهجوم، الذي استهدف مدرسة تؤوي المدنيين النازحين، إلى تكثيف الإدانة الدولية وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية الأليمة في غزة.
في وقت مبكر من صباح السبت، أصبحت مدرسة التبين الواقعة في مدينة غزة، مسرحًا لدمار لا يمكن تصوره. وروى لؤي ناصر، أحد الناجين، فظاعة الهجوم: "كانت هناك أشلاء من الرجال والنساء والأطفال ملقاة أمامي... رؤوسهم مفصولة عن الأجساد، والأيدي والأرجل في كل مكان".
وصف ناصر، الذي نجا بأعجوبة من الأذى بالبقاء في الفصل لأداء صلاة الفجر، المشهد بأنه "كابوس"، حيث يعاني العديد من الأفراد من حروق وإصابات خطيرة.
ووصفت الغارة، وهي جزء من الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد غزة، بأنها واحدة من أكثر الهجمات دموية في الصراع المستمر، الذي بدأ قبل أكثر من عشرة أشهر.
يزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حماس تستخدم المدرسة كمركز قيادة، لكن هذا التأكيد قوبل بالتشكيك. وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن الهجوم أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 80 شخصًا من بين حوالي 6000 نازح لجأوا إلى هناك.
كان رد فعل المجتمع الدولي هو الصدمة والإدانة. ووصف منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الغارة بأنها "مذبـ حة"، بينما انتقدت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ارتفاع عدد الضحايا المدنيين.
على الرغم من ردود الفعل هذه، دافعت إسرائيل عن الهجوم، مؤكدة أنه استهدف عناصر حماس واتهمت الفلسطينيين بتضخيم أرقام الضحايا. ويدعي جيش الاحتلال الإسرائيلي أن من بين الشهداء 20 مقاتلا، بينهم قادة كبار.
الهجوم على مدرسة التبين هو جزء من نمط أوسع من الهجمات على البنية التحتية المدنية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية. ومنذ مطلع شهر يوليو، استهدفت إسرائيل 21 مدرسة، وعزت هذه الأعمال إلى ضرورة ضرب حماس وحلفائها.
أدان مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هذه العمليات ووصفها بأنها "هجمات ممنهجة على المدارس"، ما سلط الضوء على الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف المدنيين.
وصف الدكتور فاضل نعيم، مدير المستشفى الأهلي في مدينة غزة، هجوم يوم السبت بأنه أحد أكثر الهجمات صعوبة في إدارته طوال الحرب. وقد اكتظ المستشفى بالجرحى، بما في ذلك صبي يبلغ من العمر 16 عامًا كانت إصاباته خطيرة للغاية لدرجة أن الفريق الطبي كافح لإنقاذه. وتسلط رواية نعيم الضوء على الظروف القاسية التي يواجهها الطاقم الطبي في غزة.
وأدى العنف المستمر إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل. ويواجه سكان غزة حالة نزوح واسعة النطاق، حيث لا يتمكن العديد منهم من العثور على ملاذ آمن. وعلى الرغم من المعاناة الشديدة، فإن الناجين مثل منال الجعبري ما زالوا صامدين. لقد فقدت سبعة من أفراد عائلتها في الهجوم لكنها ترفض مغادرة مدينة غزة قائلة: "لا يوجد مكان آمن على أي حال".
في خضم الصراع المتصاعد، تتزايد الدعوات لوقف إطلاق النار وإنهاء العنف. وقد حثت الولايات المتحدة ومصر وقطر الجانبين على التفاوض على اتفاق لوقف إطلاق النار، والذي قد يتضمن تبادل رهائن.