لعل السؤال عن ما فضل الصلوات الخمس اليومية؟ يعد من أهم الأمور التي ينبغي معرفتها حيث يتعلق بثاني أركان الإسلام الخمسة ، كما أن معرفة ما فضل الصلوات الخمس اليومية؟ من شأنها أن تزيد الحرص ومن ثم الاغتنام والفوز في الدنيا والآخرة، فلا يمكن لعاقل أن يستهين بهذه الفريضة فالصلاة عماد الدين ، ولعل في معرفة ما فضل الصلوات الخمس اليومية؟ حافزًا للحفاظ عليها ومن هنا تنبع أهميتها.
ما فضل الصلوات الخمس
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن الصلوات الخمس هي الركن الأعظم في الدين الإسلامي، وتعتبر من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه.
وأوضح “ جبر ” في إجابته عن سؤال : ما فضل الصلوات الخمس اليومية؟، أن في كل وضوء، يمكن للإنسان أن يؤدي أكثر من فريضة ويصلي العديد من النوافل، مما يجعل الصلاة من أهم الأعمال في حياة المسلم.
واستشهد بالحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، والذي ينص على: 'لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبشروا، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا'.
وأضاف أن هذا الحديث يُظهر بوضوح عظمة فضائل الأعمال المتعلقة بإقامة الصلوات المفروضة، كما أنه يُبرز أهمية الصف الأول في الصلاة، كما يوضح فضل التهجير إلى الصلاة، ويدعو إلى تقدير قيمة صلاة الفجر والعشاء.
وأشار إلى أن في كتاب الفقه، نجد أن باب الصلاة هو من أطول الأبواب، وذلك لأن الصلاة تعتبر من أعظم أعمال العبادة، فهي تميز المسلم عن غيره، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: 'الفرق بين المسلم والكافر ترك الصلاة'.
وبين أنه بما أن الصلاة تُكرر خمس مرات في اليوم، فإن كل فريضة منها تتعلق بنوافل كثيرة، مما يعكس أهمية الاهتمام بها وبآدابها، لذا، يُشدد على ضرورة عدم الاكتفاء بأداء الصلاة فقط، بل يجب أيضًا أن يُراعي المسلم الآداب المتعلقة بها، والتي تشمل الاستعداد لها والاهتمام بالشروط والسنن المحيطة بها، النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يبين لنا هذه الأمور حتى لا نغفل عن الأبعاد الروحية والأخلاقية التي تصاحب الصلاة".
الصلوات الخمس
ورد أن عدد الصلوات في اليوم والليلة هو خمس صلوات، فقد فُرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج، وكان عددها آنذاك خمسين صلاة في اليوم والليلة، ثمّ خفّفها الله -تعالى- على الأمة فصارت خمس صلواتٍ بأجر خمسين صلاة، وهي الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء. فالفجر ركعتان، والظهر والعصر والعشاء كلّ منهم أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، وذلك بالإجماع دون خلاف.
ويعد لفظ الصلوات جمع، مٌفرده صلاة، والصلاة المفروضة هي الواجب أداؤها في اليوم والليلة، وقد جاء الأمر بها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والإجماع، كما تدخل ضمن المعلوم من الدين بالضرورة، ويأتي ترتيبها في المرتبة الثانية من أركان الإسلام بعد الشهادتين.
عدد الصلوات اليومية
فرض الله -تعالى- على المسلمين الصلاة، وجعل منها المفروضة التي يأثم الإنسان بتركها، ومنها ما هو مسنون ولا يأثم المسلم بتركها، بل يكون له زيادة في الدرجات في أدائها.
وقد فرض الله -تعالى- على المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة، فعن طلحة بن عبيد الله أنّ أعرابياً جاء يسأل ما فرض عليه من الصّلاة، فأجابه النبي -صلى الله عليه وسلّم- فقال: (خمس صلوات في اليوم والليلة)، وهي :
- صلاة الفجر وتكون من وقت طلوع الفجر إلى حين طلوع الشمس، ففي الحديث: (ووَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِن طُلُوعِ الفَجْرِ ما لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ، فإذا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فأمْسِكْ عَنِ الصَّلاةِ، فإنَّها تَطْلُعْ بيْنَ قَرْنَيْ شيطانٍ).
- صلاة الظهر وتكون من وقت زوال الشمس عن منتصف السماء إلى أن يصير ظلّ كل شيء مثله، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (وَقْتُ الظُّهْرِ إذا زالَتِ الشَّمْسُ وكانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ، ما لَمْ يَحْضُرِ العَصْرُ).
- صلاة العصر وتكون من وقت اصفرار الشمس إلى غروب الشمس، ففي الحديث: (ووَقْتُ العَصْرِ ما لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ).
- صلاة المغرب وتكون من وقت غروب الشمس إلى حين مغيب الشفق الأحمر من السماء، ففي الحديث: (ووَقْتُ صَلاةِ المَغْرِبِ ما لَمْ يَغِبِ الشَّفَقُ).
- صلاة العشاء ويكون من مغيب الشفق الأحمر إلى حين منتصف الليل، ففي الحديث: (ووَقْتُ صَلاةِ العِشاءِ إلى نِصْفِ اللَّيْلِ الأوْسَطِ).
وقد فرض الله -تعالى- على المسلمين المُكلّفين فريضة الجمعة، وذلك بإجماع علماء المسلمين، إلا أنّها لا تجب على المرأة، ولا العبد، ولا المسافر، ولا المريض، ووقتها يكون في وقت صلاة الظهر.