في أول مقابلة له منذ انسحابه من محاولة إعادة انتخابه الشهر الماضي، قال الرئيس الأمريكي بايدن لبرنامج "سي بي إس صنداي مورنينج" إنه اتخذ قراره، جزئيا، حتى يتمكن الحزب الديمقراطي من التركيز بشكل كامل على ما يعتقد أنها مهمة عاجلة في متناول اليد: منع الرئيس السابق دونالد ترامب من استعادة البيت الأبيض.
في حديثه مع روبرت كوستا، كبير مراسلي الانتخابات والحملة في شبكة “سي بي إس نيوز”، قال بايدن إنه اتخذ قراره التاريخي في منزل عائلته في شاطئ ريهوبوث بولاية ديلاوير، في أواخر يوليو، بعد أسابيع فقط من مناظرته مع ترامب، الأمر الذي أثار قلق بعض الديمقراطيين.
زكشف الرئيس بايدن أن قراره بالانسحاب من سباق 2024 كان مدفوعًا بحتمية استراتيجية: ضمان استمرار تركيز الحزب الديمقراطي على هزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وفي حديثه من منزل عائلته في شاطئ ريهوبوث بولاية ديلاوير، أقر بايدن بأن القرار تأثر بالمخاوف بشأن الانحرافات المحتملة داخل الحزب.
وأوضح: «أظهرت استطلاعات الرأي تنافساً متقارباً، وكنت أخشى أن يضر البقاء بفرصنا».
كان انسحاب بايدن يهدف إلى إزالة الانقسام المحتمل وإعادة التركيز على ما اعتبره هدفًا وطنيًا حاسمًا، وهو منع عودة ترامب إلى السلطة.
تناولت المقابلة أيضًا أفكار بايدن الشخصية، خاصة فيما يتعلق بابنه الراحل بو بايدن.
وكشف الرئيس أن ذكرى بو أثرت بشكل كبير على خدمته العامة.
وروى بايدن قائلا: "كلما واجهت قرارا صعبا، أسأل نفسي: ماذا كان سيفعل بو؟".
لقد شارك ذكرى مؤثرة عن بو وهو يحثه على الاستمرار في المشاركة في الحياة العامة، حتى في خضم التحديات الشخصية والسياسية.
إن التزام بايدن بمكافحة التهديدات التي تواجه الديمقراطية، والذي أبرزه بشكل خاص رد فعله على أحداث شارلوتسفيل عام 2017، يؤكد مهمته الأوسع.
وأشار الرئيس إلى خطاب ترامب المثير للانقسام وهجوم الكابيتول في 6 يناير كدليل على المخاطر التي يمكن أن تشكلها ولاية ترامب الثانية على المؤسسات الديمقراطية.
بالنظر إلى المستقبل، أعرب بايدن عن تفاؤل حذر بشأن التقدم المحتمل في الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس.
وأكد أن الجهود جارية لمنع تفاقم الوضع أكثر، على الرغم من أن التحديات لا تزال كبيرة.
وتواصل إدارته الضغط من أجل الحصول على دعم دولي وخطة سلام قابلة للتطبيق أقرتها مجموعة السبع ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وفي معرض حديثه عن رئاسته، سلط بايدن الضوء على الإنجازات الملحوظة، بما في ذلك خلق فرص العمل والنمو الاقتصادي.
وشدد على نهج إدارته في إعادة بناء الاقتصاد من الوسط إلى الخارج، ومواجهة الاستراتيجيات الاقتصادية التقليدية من أعلى إلى أسفل.
وعلى الرغم من هذه الإنجازات، أقر بايدن بأن الاعتراف العام بهذه الإنجازات لا يزال يتطور.
انتهت مقابلة بايدن بتحذير صارخ بشأن مخاطر انتخابات 2024.
ووصف فوز ترامب المحتمل بأنه تهديد عميق للأمن الأمريكي والقيم الديمقراطية.
وأكد بايدن: “نحن عند نقطة انعطاف في تاريخ العالم”، إن القرارات التي سيتم اتخاذها في السنوات المقبلة ستشكل العقود الستة المقبلة."
ودعا إلى إعادة تقييم المؤسسات السياسية، وشدد على ضرورة الحفاظ على المبادئ الديمقراطية وسط تصاعد التطرف السياسي.