على الرغم من روعة العيش في رحاب الفضاء، إلا أن ذلك لا يعني الابتعاد عن التحديات النفسية ومشاعر الحنين إلى الأرض.
فبينما يُحلق رواد الفضاء في مداراتهم، يظل هناك على الأرض نُخبة من المُختصّين النفسيين على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم النفسي لهم عند الحاجة.
فقد قال رائد الفضاء المُتقاعد، كلايتون أندرسون، عن تجربته مع طبيبه النفسي خلال مهمّته التي استغرقت 152 يوماً على متن محطة الفضاء الدولية في عام 2007: "كان بإمكاني أن أتذمّر له، أو حتى أبكي بين يديه.. لقد كان سندي ودائماً ما كان مستعداً لتقديم الدعم لي والتحدّث مع عائلتي إذا لزم الأمر".
وقد تزداد حاجة رواد الفضاء لهذا الدعم في بعض الأحيان، كما هو الحال مع رائدي الفضاء، سونيتا ويليامز وباري ويلmore، اللذين يُواجِهان تأخيراً غير متوقّع في العودة إلى الأرض بسبب أعطال فنية في مركبة "ستارلاينر" الفضائية التابعة لشركة "بوينغ".
فمن المُقرّر أن يكون رائدا الفضاء قد أتما 66 يوماً على متن محطة الفضاء الدولية بحلول العاشر من أغسطس الجاري، في حين أن مهمّتهما لم تكن لتتجاوز 10 أيام فقط.
ووصف أندرسون التحديات التي قد تُواجه رواد الفضاء على متن المحطة الفضائية، مستذكراً موقفاً حدث معه عندما تعطّل المرحاض الروسي الصنع ليلة جمعة، ولم يتلقوا أي رد من مركز المراقبة في روسيا إلا صباح السبت. وقال: "اضطررنا للبقاء طوال الليل دون مرحاض، واعتمدنا على مرحاض بديل يُسمى "سويوز"، بالإضافة إلى أكياس فضلات خاصة بمهمات "أبولو"، والتي لم أتلقَّ أي تدريب على استخدامها!".
وعلى الرغم من توفّر إمدادات ثابتة من الطعام والملابس على متن المحطة، إلا أن أندرسون أشار إلى أن بعض الأطباق كانت تُثير نفور رواد الفضاء، مثل "توفو تيرياكي" و"توفو بنكهة الفلفل الحار".
وتُعدّ محطة الفضاء الدولية نتاج تعاون بين الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا واليابان وكندا، وقد تم إطلاقها في عام 1998، وتُستخدم حاليًا لإجراء البحوث العلمية من قبل 15 دولة.
وإلى جانب التحديات اللوجستية، تُلقي الرحلات الفضائية الطويلة بظلالها على الحياة الشخصية لرواد الفضاء وعلاقاتهم مع أزواجهم وأطفالهم.
ويقول أندرسون: "لقد تحدّثت مع زوجتي حول قدرتنا على التحمّل إذا ما امتدّت المهمّة لشهر أو أكثر، ولكنّني لا أستطيع تخيّل ردّة فعلها لو طالت الفترة إلى ثلاثة أو أربعة أشهر.. أعتقد أن أُسرة (باري) تشعر ببعض القلق، فرغم أنّ أطفاله كِبار، إلا أنّهم بالتأكيد يفتقدون وجوده بينهم".