تشتهر منطقة "أبو نحاس" في البحر الأحمر بأنها أحد أكثر الأماكن غموضًا وإثارة في عالم الغوص، حيث تشهد هذه البقعة الفريدة غرق العديد من السفن على مر العقود، مما جعلها وجهة مثيرة لمحبي الغوص والمغامرة.

تقع منطقة "أبو نحاس" في بداية خليج السويس، وهي تمتد شمال جزيرة شدوان بنحو 35 كيلومترًا. تعتبر الشعاب المرجانية الحادة التي تميز هذه المنطقة أحد أهم أسباب حوادث الغرق التي وقعت بها في الماضي. فالعديد من السفن التي شحطت في هذه المنطقة تعرضت لأضرار بالغة، حيث تقطعت بها السبل وغرقت بسبب تسرب المياه إليها.

يؤكد محمود عبد الإله، مدرب الغوص في البحر الأحمر، أن الرعب الذي قد يشعر به ركاب السفن عند غرقها يتحول بمرور الزمن إلى متعة استثنائية تشبه المغامرات المثيرة. يشير إلى أن الغوص على حطام السفن الغارقة أصبح أحد أبرز الأنشطة السياحية في منطقة "أبو نحاس"، حيث يجذب السياح من جميع أنحاء العالم لاستكشاف السفن المغمورة بين الشعاب المرجانية.

من جانبه، يوضح سيد مرزوقي، عضو جمعية المحافظة على البيئة، أن المنطقة شهدت غرق سبع سفن ضخمة، من بينها "إس إس كارناتيك" التي غرقت في عام 1896 و"كيمون إم" في عام 1978. ويشير مرزوقي إلى أن الغوص على هذه السفن يتطلب اجتياز اختبارات خاصة والحصول على شهادات معتمدة.

بدوره، يشرح حسن الطيب، الرئيس السابق لجمعية الإنقاذ البحري، أن الغوص على حطام السفن في "مثلث أبو نحاس" أصبح بديلًا مثيرًا للغوص التقليدي على الشعاب المرجانية، مما جعلها تنافس بقوة باعتبارها واحدة من أبرز الوجهات السياحية في البحر الأحمر.

فيما يتعلق بتسمية "أبو نحاس"، يقول أحمد علي الجهيني، عضو جمعية الصيادين، إن الصيادين في الماضي كانوا يرون أن هذه المنطقة تحمل طالعًا سيئًا بسبب كثرة حوادث الغرق بها، وهو ما أدى إلى تسميتها بـ"أبو نحاس". كما يشير إلى أن هناك رواية أخرى تقول إن إحدى السفن الغارقة كانت محملة بالنحاس، مما أضاف إلى الغموض حول هذه المنطقة.