تواصل إسرائيل حربها بالرغم من قرارات مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
مخيم جنين في خطر
وأسفر العدوان الإسرائيلي على غزة عن أكثر من 131 ألف شهيد وجريح، فضلا عن 10 آلاف مفقود، إضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير الخارجية يسرائيل كاتس قوله إنه يجب التعامل مع مخيم جنين بالطريقة نفسها التي يتم بها التعامل مع قطاع غزة.
جاء ذلك خلال اجتماع مع قادة المستوطنات، حيث دعا كاتس إلى إخلاء مخيم جنين من المدنيين.
وحسب هيئة البث، فإن كاتس أكد في اجتماعه الذي تم قبل أيام أن مخيمات اللاجئين "بؤرة شر لا تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، بل تخضع لسيطرة إيران"، وفق زعمه.
ولذلك، دعا إلى إخلاء مخيم جنين للاجئين من سكانه ومعاملته مثل قطاع غزة الذي تشن عليه إسرائيل حربا دموية مدمرة منذ 310 أيام.
وشهدت نابلس وجنين شمالي الضفة الغربية، صباح اليوم الأحد، اشتباكات مسلحة، حيث استهدف مقاومون فلسطينيون قوات الاحتلال الإسرائيلي باستخدام العبوات الناسفة والرصاص.
وشهدت مدينة جنين إضرابا شاملا الأربعاء الماضي احتجاجا على جرائم الاحتلال، حيث أسفرت اقتحامات جيش الاحتلال للمخيم عن استشهاد 7 فلسطينيين.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، نفذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 70 اقتحاما لجنين، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 142 فلسطينيا، وهو العدد الأعلى من الشهداء في الضفة الغربية، التي تجاوز إجمالي الشهداء فيها 540 شخصا.
كما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5400، بينما اعتقل الجيش نحو 10 آلاف فلسطيني.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية" في تقرير لها، مساء اليوم السبت، إن انتخاب يحيى السنوار على رأس المكتب السياسي لحركة حماس، سيجعل الحركة أكثر عسكرية وأقل سياسية، خاصة في ظل الحرب على قطاع غزة.
ووفقا للصحيفة، فإن وجود السنوار على رأس حركة حماس من شأنه أن يضعف فرص التوصل إلى توافق سياسي مع الضفة الغربية.
وبحسب الصحيفة، فإنه بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران وجدت حماس نفسها أمام خيارات محدودة، وينص النظام الأساسي للحركة على أن يتولى نائب رئيس المكتب السياسي مهامه في حال غيابه، إلا أن نائب السنوار صالح العاروري اغتيل في بيروت في يناير الماضي.
خطة خبيثة وراء التصريحات
في هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه قبل اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من اكتوبر كانت الأزمة موجودة بالفعل في منطقة جنين، مشيراً إلى أن دعوة وزير الخارجية الإسرائيلي لتفريغ مخيم جنين من سكانه يعطي خلفية لتفكير هؤلاء المتطرفين.
وأضاف الدكتور أيمن الرقب، في تصريحات خاصة لــ"صدى البلد"، أن هذه الدعوة ليست من فراغ، وقد يلجأ الاحتلال لذلك بالفعل، حيث يقوم بإخلاء المخيم ومن ثم تدميره ثم يمتد الأمر لمخيمات أخرى.
من جانبه، قال المحامي والمحلل السياسي زيد الأيوبي إن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي كاتس التي قال فيها إن مخيم جنين هو بؤرة شر ويجب تدميره وترحيل أهله تعكس تطرف الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو وتصميمها على الاستمرار في حرب الإبادة الجماعية لتصفية القضية الفلسطينية من خلال التمسك باستراتيجية التصعيد وجر الضفة الغربية إلى الدمار والتهجير القسري لأهلها الفلسطينيين نحو الأردن.
وأضاف الأيوبي، في تصريحات خاصة لــ"صدى البلد"، أن هذا هو المشروع الإسرائيلي الذي يسعى نتنياهو لتكريسه لضرب وتدمير حل الدولتين وأي فرصة لتحقيق السلام في المنطقة.