أكدت صحيفة "الأهرام" أن هناك فرصة سانحة لإنفاذ اتفاق التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، في منتصف أغسطس الحالي، سواء في القاهرة أو الدوحة، لاسيما بعد صدور البيان المشترك، عن مصر وقطر والولايات المتحدة، بشأن الوضع في قطاع غزة، والذي يدعو إلى وضع حد بصورة فورية للمعاناة المستمرة لسكان قطاع غزة وللمحتجزين وعائلاتهم، وضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإبرام اتفاق بشأن الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حركات المقاومة الفلسطينية والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وشددت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الأحد/ تحت عنوان (الفرصة الأخيرة لإنقاذ اتفاق الهدنة)، على أنه يتوازى مع ذلك العمل لسد كل الثغرات المتبقية في مقترح اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والبدء في تنفيذه دون أي تردد أو تأجيل، وعدم إضاعة المزيد من الوقت، فالاتفاق الإطاري مطروح الآن على الطاولة ولا ينقصه سوى الانتهاء من التفاصيل الخاصة بالتنفيذ.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن مسئولية التوصل لاتفاق تقع على الطرفين، إلا أن الجانب الإسرائيلي تقع عليه المسئولية الأكبر، لأن استمرار قتل إسرائيل المتعمد للفلسطينيين دليل على افتقارها إلى الإرادة السياسية لإنهاء الحرب، فضلا عن تصريحات بعض المسئولين الإسرائيليين بالعمل على تجويع مليوني فلسطيني يمثل توجها حاكما للإبادة الجماعية، على نحو ما عبر عنه البيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية منذ أيام قليلة، وهو ما يثير مخاوف من تعقيد المفاوضات الصعبة أصلا.

ولفتت الصحيفة إلى أنه من شأن الاتفاق أيضا أن يفتح الطريق أمام خفض التصعيد الإقليمي بعدما توعدت إيران بالرد على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في 31 يوليو الماضي في طهران والذي حملت مسئوليته لإسرائيل.. ومن ثم، فإن مصر تدعو إلى ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، من خلال خفض التصعيد سواء بالأراضي الفلسطينية أو إقليمياً، بالنظر لخطورة الدخول في دائرة مفرغة من الرد والرد المضاد، وبما لا يخدم مصالح جميع شعوب المنطقة، علاوة على ضرورة دفع المسار السياسي القائم على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره طريق تحقيق السلام والأمن والاستقرار بالمنطقة.

وشددت "الأهرام" في اختتام افتتاحية عددها على أن المرحلة المقبلة تتطلب خفض التصعيد ودخول مرحلة التهدئة حتى لا تمتد النيران إلى الإقليم في ظل بيوت خشبية هشة قابلة للتأثر.