يراهنُ رئيسُ الوزراءِ الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو على فوزِ المرشحِ الجمهوريِّ دونالد ترامب بالانتخاباتِ الرئاسيةِ الأمريكيةِ التي ستُجرَي في نوفمبرَ المقبل.. نظرًا لما يشكلهُ ذلك من تخفيفِ ضغوطِ الإدارةِ الأمريكيةِ عليهِ بعد المجازرِ التي ارتكبَها في العدوانِ على قطاعِ غزة.

كما يمنحُ فوزُ ترامب بالانتخاباتِ الغطاءَ اللازمَ لنتنياهو للتصعيدِ ضدَّ ما يُسمّى محورَ المقاومةِ في المنطقة.

نتنياهو يسعى أيضا من خلالِ فوزِ ترامب بالانتخاباتِ الرئاسيةِ لأنْ يمنحَهُ ذلك القدرةَ على المناورةِ في اتخاذِ قرارِ وقفِ الحربِ على قطاعِ غزةَ في ظلِّ انتفاءِ عاملِ الضغطِ الخارجيِّ عليهِ للتأثيرِ على وضعهِ السياسي، حيث يسعى نتنياهو لإطالةِ أمدِ الحربِ وتعقيدِ المشهدِ بهدفِ تحقيقِ مكاسبَ سياسيةٍ وشخصيةٍ له.

مراهنةُ نتنياهو على ترامبْ لن تقفَ عندَ مساندةِ الأخيرِ لهُ في استمرارِ عدوانهِ على قطاعِ غزةَ فحسبْ، بل يسعى أيضا إلى الحصولِ على دعمِ المرشحِ الجمهوريِّ فيما يخصُّ مشاريعَ الاستيطانِ والضمِّ بالضفةِ الغربيةِ للمحافظةِ على تحالفهِ مع اليمينِ الدينِي المتطرفِ الذي ما زالَ يرفضُ وقفَ الحربِ ويسعى لمزيدٍ من المكاسبِ في الضفةِ والقدس.

وفي سبيلِ ذلك، عملَ نتنياهو منذ عودتهِ من واشنطنَ خلالَ زيارتهِ في يوليو الماضي، على تصعيدِ الموقفِ عبرَ عمليةِ اغتيالِ رئيسِ المكتبِ السياسيِّ لحركةِ حماسَ إسماعيل هنية في قلبِ العاصمةِ طهران، وقبلَها نفذَ جيشُ الاحتلالِ عمليةَ اغتيالِ فؤاد شكر الذي يُعدُّ أرفعَ شخصيةٍ عسكريةٍ لدى حزبِ اللهِ وسطَ الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت.

تدخُّلُ إسرائيلُ وَفْقَ هذه المعادلةِ بالإصرارِ على استعادةِ الردعِ بالقوةِ الغاشمةِ يُعدُّ مسارا تصاعديا في الهجومِ والهجومِ المضاد.

محاولاتٌ مستمرةٌ لنتنياهو بإشعالِ الأوضاعِ في الشرقِ الأوسطِ لتحقيقِ مكاسبَ شخصيةٍ وخوفا من المساءلةِ عن أحداثِ السابعِ من أكتوبر .. فمتى يستيقظُ العالمُ قبلَ حدوثِ الكارثةِ التي لا تُحمدُ عُقباها بزيادةِ رقعةِ الاشتعالِ لتمتدَّ شرارتُها لتشملَ الإقليمَ بأكملِه.