قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

حزب الله وإسرائيل بين نيران التصعيد وبراكين القلق|تحليل إخباري

نتنياهو يتابع بقلق خطاب لنصرالله
نتنياهو يتابع بقلق خطاب لنصرالله
×

نشر “حزب الله” اللبنانى أمس مشاهد تظهر استهدافه ثكنة بيرانيت التابعة للجيش الإسرائيلى عند الحدود اللبنانية الجنوبية وتموضع مستحدث للجيش الإسرائيلى فى خربة منوت شمال الأراضى المحتلة. هذه الخطوة تأتى فى سياق تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية للبنان، وسط تزايد المخاوف من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة واسعة النطاق بين الطرفين.

تذكرنا هذه اللحظة بتصريحات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذى قال ذات يوم: “لن يكون هناك انتصار بدون ثمن”. هذه التصريحات تبرز طبيعة الصراع المستمر بين حزب الله وإسرائيل، حيث تتزايد التوترات والاحتمالات لنزاع واسع النطاق. الحكمة التقليدية تقول إن حزب الله وإسرائيل لا يريدان تصعيدًا كاملًا، بالنظر إلى الدمار الذى قد يترتب على حرب كهذه. هذا ليس خطأ.

التقديرات تشير إلى أن آلاف اللبنانيين والإسرائيليين سيموتون، مع تكبد خسائر بمليارات الدولارات من الدمار على كلا الجانبين. هذا هو السبب الذى يجعل بعض المحللين مقتنعين بأن هناك نوعًا من الاتفاق الضمنى فى الحرب القادمة. إسرائيل ستضرب فقط أصول حزب الله والبنية التحتية جنوب نهر الليطانى، وحزب الله سيضرب فقط الأصول الإسرائيلية فى الثلث الشمالى من البلاد.

لكن للأسف، من غير المحتمل أن يمارس الطرفان ضبط النفس فى حالة التصعيد. هكذا يبدو الأمر ببساطة وليس كما تُدار الحروب- خاصة بين هذين العدوين اللذين لطالما تميزت حروبهما بالتصعيد من خلال سوء الحسابات.

ويمكن القول إن هناك سيناريو أسوأ وهو الأكثر احتمالية إذا تصاعدت الأمور بسرعة.

قدرات حزب الله العسكرية

يمتلك حزب الله 200,000 صاروخ فى ترسانته، وآلاف الطائرات بدون طيار، وحوالى 1,500 ذخيرة موجهة بدقة يمكن أن تضرب الأصول العسكرية أو حتى البنية التحتية الاستراتيجية فى إسرائيل. هذه القدرات تجعل من حزب الله تهديدًا حقيقيًا للبنية التحتية الحيوية فى إسرائيل، حيث يمكن أن تستهدف منشآت الكهرباء والمياه والاتصالات، مما يؤدى إلى شلل كامل فى الحياة اليومية داخل إسرائيل.

فيما يخص القدرات العسكرية التى يمتلك حزب الله، فهو غنى بترسانة ضخمة ومتطورة، تقدر بحوالى 120,000 إلى 200,000 صاروخ وقذيفة، تتراوح من صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى إلى صواريخ باليستية طويلة المدى مثل صواريخ سكود بى/سى/دى. وتشمل هذه الأسلحة المتقدمة صواريخ موجهة مثل فاتح-110، القادرة على ضرب أهداف استراتيجية داخل عمق إسرائيل، بما فى ذلك مطار بن جوريون والمفاعل النووى فى ديمونا.

بالإضافة إلى ذلك، توسعت قدرات حزب الله فى الطائرات بدون طيار، حيث تمكنت النماذج مثل شاهد 136 من تنفيذ ضربات دقيقة، مما يزيد من تهديدها للبنية التحتية الإسرائيلية. كما يحتفظ حزب الله بنظام دفاع جوى يشمل منظومات الدفاع المحمولة على الكتف (مان-باد)، وصواريخ أرض-جو قصيرة إلى متوسطة المدى، وصواريخ مضادة للسفن مثل الياخونت وصواريخ سيلك وورم، التى يمكن أن تعطل إمدادات الطاقة فى إسرائيل.

وتشير التقارير إلى أن حزب الله يمتلك حوالى 45,000 مقاتل، بما فى ذلك وحدات النخبة مثل وحدة الرضوان، المتخصصة فى حرب العصابات. ويوفر لهم شبكة الأنفاق والخنادق فى جنوب لبنان ميزة استراتيجية فى حالة الصراع المطول. وعلى الرغم من أن إسرائيل تمتلك أنظمة دفاع متقدمة مثل القبة الحديدية، إلا أن القدرات الصاروخية الواسعة لحزب الله يمكن أن تخرق هذه الدفاعات. لنكن واضحين: المبانى الشاهقة قد تنهار. قوات الرضوان التابعة لحزب الله مدربة تدريبًا عاليًا وقاتلة.

هذه القوات قد تحاول عبور الحدود إلى الأراضى المحتلة، مما قد يؤدى إلى اشتباكات برية مباشرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلية.

الإسرائيليون يعلمون ما هو قادم لهم. لديهم خطط للتعامل مع كل هذا، ومستقبل لبنان يبدو قاتمًا نتيجة لذلك. لكن القوات الإسرائيلية منهكة بعد تسعة أشهر من الحرب والعدوان على غزة، وهناك مخاوف من أن هذه الحرب الجديدة قد تكون طويلة ووحشية.

من جانبهم، يفضل المسئولون الإسرائيليون بشكل خاص الانتظار لمدة عام لهذه الحرب. حزب الله يعلم هذا. وقد يعتقدون أن الحرب الآن ستكون أفضل فرصة لهم للفوز. وقد يكون هذا التصور لدى حزب الله مبنيًا على تقديراته بأن الوضع السياسى والعسكرى فى إسرائيل ليس فى أفضل حالاته، وأن أى تأخير فى المواجهة قد يمنح إسرائيل الوقت اللازم لتعزيز قدراتها الدفاعية وتحصين الجبهة الداخلية.

فى ظل هذه المعطيات، لا يوجد ضمانات بأن الحرب فى الشمال ستبقى فى الشمال. السيناريوهات التى قد تترتب على تصاعد الوضع تتجاوز الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وقد يشمل التصعيد مناطق أخرى فى الشرق الأوسط، خاصة فى ظل النفوذ الإيرانى المتزايد فى سوريا والعراق واليمن.

هذه الجبهات الإضافية قد تفتح الباب أمام صراع إقليمى واسع النطاق، قد يكون له تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار فى المنطقة بأكملها. السيناريوهات المذكورة أعلاه ليست شاملة. لكنها تعطى فكرة عن اللحظة الخطيرة للغاية التى يقف عندها الشرق الأوسط حاليًا.

فى هذا السياق، لا تزال هناك فرص لمنع التصعيد، لكن معظمها يعتمد على ضبط النفس من جانب الأطراف المعنية، وخاصة إيران وحزب الله. ومع ذلك، فإن الأدلة على استعداد هذه الأطراف للتهدئة قليلة، ما يجعل احتمالات اندلاع صراع شامل أكثر واقعية يومًا بعد يوم.