بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر والمفتي السابق، في حديثه، بعضا من الوصايا الغفارية، وذلك من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
ما هي الوصايا الغفارية؟
وقال علي جمعة تحت عنوان (الوصايا الغفارية» إن أصدق الحديث كتاب الله، وإن خير الهدي هدي سيدنا محمدٍ رسول الله الذي تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فيا بُشرى من استمع إليه، وطبّق على حاله، ويا بُشرى من اتبع سنته وسار على نهجه ﷺ، ندعو الله أن يجازيه عنا خير ما جازي نبيًا عن أمته، وأن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى، وأن نحيا على سنته، وأن نموت على ملته، وأن نُبعث يوم القيامة تحت لوائه ﷺ، والحمد لله الذي جعلنا مسلمين.
وتابع: عباد الله كان سيدنا رسول الله ﷺ يحب أن يُعلّم أصحابه، وأن يربيهم، وأن يضع لهم برنامجًا عمليًا يسيرون عليه، برنامجًا بسيطًا سهلًا مُيسّرًا على من يسّره الله عليه، وقد يكون هذا البرنامج مع بساطته وسهولته كحِمل الجبال على بعضهم عندما لا يريدون أن يجعلوا الدنيا في أيديهم، ويريدون أن يجعلوها في قلوبهم فتختل الموازين، وتضيع القيم، رسول الله ﷺ كان يربي أصحابه والأمة بعدهم، ورووا لنا عنه ﷺ الشيء الكثير من وصاياه.
وأضاف: اليوم نقف عند أبي ذرٍ الغفاري رضي الله تعالى عنه وأرضاه حيث أوصاه رسول الله ﷺ، فأخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي ذرٍ رضي الله تعالى عنه قال: «أوصاني خليلي ﷺ بسبعٍ: أوصاني بحب المساكين والدنو منهم، وأوصاني بأن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأوصاني أن أصل الرحم وإن أدبرت، وأوصاني ألا أسأل أحدًا شيئا، وأوصاني أن أقول الحق ولو كان مُرّا، وأوصاني ألا أخاف في الله لومة لائم، وأوصاني أن أُكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله» قال: «فإنهن من كنوز العرش» وصيةٌ جامعة، نريد أن نتأملها، وأن نقف عند معالمها، ماذا يريد رسول الله ﷺ من أبي ذرٍ ومن الأمة من بعده في هذا الحديث الشريف، وتلك الوصية الرائقة الفائقة؟ في رواية بدل كلمة «أوصاني» «أمرني رسول الله ﷺ» بمعنى أن هذه الوصايا كأنها أوامر منه، فماذا يريد؟ يريد بناء الشخصية المسلمة السوية وسنرى، ويريد بناء المجتمع المسلم القوي وسنرى.
أما المجتمع المسلم فيقول فيه: «والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جوعان» وأمرنا أن نصطف في الصلاة صفًّا واحدا لا يُميّز أحدنا الغني من الفقير، والقوي من الضعيف، وهنا يوصينا بحب، والحب أمر قلبي قبل أن ألقى المسكين أنا أحبه، قبل أن ألقى المسكين أنا أريد أن أدنو منه، وليس أن أبتعد عنه، ولا أن أتكبر عليه، المسكين الذي يعرف أن مجتمعه كذلك يحس بالحنان والأمان، يحس بأن الإنسان الذي حوله هو إنسان، يشعر أنه في مجتمعٍ آمن يلتفت إليه، ويدنو منه، ويرى حاجته، ويلبيها على قدر المستطاع، فإن التبسم في وجه أخيك صدقة، حب المساكين ثقافةٌ سائدةٌ في مجتمع المسلمين، والدنو منهم مكوّنٌ من مكونات العقل المسلم.