مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل عقب اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران، تتزايد التوقعات حول موعد الرد الإيراني، وسط تحذيرات الرئيس الأمريكي جو بايدن لطهران بأن "التصعيد ليس في مصلحتها". ورغم هذه التحذيرات، إلا أن التقارير الصحفية تشير إلى أن إيران تواجه مأزقًا كبيرًا في كيفية الرد.
وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تعيش إيران حالة من القلق بين خيارين أحلاهما مرّ: إما أن يكون الرد ضعيفًا مما قد ينعكس سلبًا على صورة النظام في الداخل، أو أن يكون قوياً فيؤدي إلى اندلاع حرب لا تستطيع إيران تحملها في ظل أوضاعها الاقتصادية الصعبة وغياب الدعم الكافي من حلفائها.
في هذا السياق، كشفت تقارير صحفية عن تكرار إيران لمطالبها من واشنطن بتقديم ضمانات بعدم رد إسرائيل على أي ضربة محتملة، في إشارة إلى سعي طهران لتفادي مواجهة شاملة. هذا التوجه الإيراني بدا واضحًا أيضًا في تغير اللهجة تجاه حزب الله، حيث وصفت صحيفة "كيهان" الإيرانية زعيم الحزب حسن نصر الله بأنه "الزعيم الأكثر شجاعة وحكمة" بين زعماء "المقاومة".
من جهة أخرى، ظهر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي ليبرر التأخير في الرد الإيراني، مشيرًا إلى أنه جزء من استراتيجية تكتيكية، ما اعتبره محللون محاولة لتشجيع الأذرع الإيرانية، مثل حماس والجهاد وحزب الله والحوثيين والفصائل العراقية، على الرد على إسرائيل بشكل منفصل، في حين تستبعد إيران الدخول في مواجهة مباشرة نيابة عنهم.
CNN: إيران تفكر في إلغاء خطط الانتقام من إسرائيل
الشرق الأوسط، والعديد من مناطق العالم الأخرى، يستعدون لتنفيذ إيران ردها الانتقامي على إسرائيل بسبب اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. ولكن هل من الممكن أن تكون طهران مستعدة بدلاً من ذلك للانسحاب مقابل التقدم في محادثات السلام بشأن غزة؟
تم إلغاء الرحلات الجوية عبر إيران وجيرانها وسط مخاوف من أن الصواريخ قد تطلق في أي لحظة، مما يؤدي إلى تصعيد مخيف في حرب إسرائيل على غزة، وفق تقرير نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية.
منذ اغتيال هنية في طهران، تعهد قادة إيران بالانتقام من إسرائيل. كان المكان المتواضع لمثل هذه المحاولة الأخيرة لتهدئة غضب إيران هو مقر منظمة التعاون الإسلامي.
يقول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة وحلفاءها قد تواصلوا مباشرة مع كل من إسرائيل وإيران بأن "لا أحد يجب أن يواصل تصعيد هذا الصراع"، مضيفًا أن مفاوضات وقف إطلاق النار دخلت "مرحلة نهائية" وقد تتعرض للخطر بسبب تصعيد إضافي في أماكن أخرى من المنطقة.
تحتاج إيران إلى غطاء دبلوماسي للتراجع عن تهديداتها السريعة ضد إسرائيل في أعقاب اغتيال هنية: وقف إطلاق النار في غزة الذي سيسمح لطهران بالادعاء بأنها تهتم أكثر بحياة الفلسطينيين في القطاع الفلسطيني أكثر من اهتمامها بالانتقام قد يكون مناسبًا. ولكن العائد يحتاج إلى أن يكون كبيرًا بما يكفي لإيران حيث أن شرفها وردعها في خطر.