في أعقاب اغتيال زعيم حماس السياسي إسماعيل هنية في طهران، كان هناك زيادة ملحوظة في الدعم لحماس في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
رداً على وفاة هنية، أدانت السلطة الفلسطينية عملية الاغتيال ونظمت يوماً من التظاهر والإضراب وإغلاق الأعمال. وتم تنكيس الأعلام إلى نصف السارية، وأقيمت جنازة اجتذبت القادة السياسيين من جميع أنحاء الضفة الغربية.
لقد كان التنافس بين حماس وفتح سمة مميزة للسياسة الفلسطينية منذ ما يقرب من عقدين من الزمن. وفي عام 2006، فازت حماس بالانتخابات التشريعية، وفي العام التالي، استولت بالقوة على غزة من فتح.
فشلت الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة بين الفصيلين مراراً وتكراراً، وكانت المحاولة الأخيرة عبارة عن بيان مشترك تم توقيعه في بكين يدعو إلى تشكيل حكومة مؤقتة لكل من غزة والضفة الغربية واقتراح إجراء انتخابات وطنية.
ومع ذلك، فإن البيانات والاتفاقات المشتركة السابقة أدت في كثير من الأحيان إلى تقدم محدود، مما أثار الشكوك حول فعالية هذه المحاولة الأخيرة للوحدة. وتسلط الانقسامات العميقة بين الفصيلين الضوء على التحديات التي تواجه تحقيق المصالحة الدائمة والحكم الفعال.
في الضفة الغربية، شهد يوم اغتيال هنية احتجاجات في مدن مثل جنين، حيث أعرب المتظاهرون عن تضامنهم مع حماس. ويشير وجود أعلام وشعارات حماس في هذه الاحتجاجات إلى تزايد الدعم للجماعة.
تشير تهاني مصطفى، إحدى كبار المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، إلى أن تسامح السلطة الفلسطينية مع هذه الاحتجاجات يعكس موقفها السياسي غير المستقر والحاجة إلى تجنب المزيد من تنفير قاعدتها الشعبية.
وتؤكد أن السلطة الفلسطينية تدرك تمامًا تراجع شعبيتها، خاصة منذ تصاعد النزاع في غزة. إن قمع المشاعر المؤيدة لحماس خلال فترة الحداد على زعيم يتمتع بدعم كبير بين الفلسطينيين قد يكون كارثياً سياسياً بالنسبة لعباس وإدارته.
وقد ساهمت الغارات والهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين في الضفة الغربية في زيادة التوترات والإحباطات بين السكان الفلسطينيين. ويقول الاحتلال الإسرائيلي إن هذه الغارات والهجمات الإسرائيلية تهدف إلى منع فتح جبهة ثانية في الضفة الغربية بينما يستمر الصراع في غزة. ومع ذلك، أدت هذه الغارات إلى تفاقم الوضع الإنساني وأججت الاستياء تجاه السلطات الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية على حد سواء.
تؤكد ديانا بوتو، المستشارة القانونية السابقة لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن تسامح السلطة الفلسطينية مع دعم حماس هو بمثابة وسيلة للفلسطينيين للتعبير عن غضبهم وحزنهم. وتقول إن السماح بمثل هذا التعبير عن الدعم، حتى لو على مضض، هو رد على السياق الأوسع للإجراءات الإسرائيلية ضد القادة والمدنيين الفلسطينيين.