في الساعات الأولى من صباح الجمعة، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا كبيرًا على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. تضمنت هذه العملية هجومًا متعدد الأوجه شارك فيه قوات برية والطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر الحربية والمظليين. وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الهجوم استهدف أكثر من 30 "هدفًا" وأدى إلى مقتل العديد من الفلسطينيين.

جاء الهجوم في أعقاب سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، مما يمثل على الأقل الاشتباك الرئيسي الثالث حول خان يونس. ويأتي الهجوم الأخير لجيش الاحتلال الإسرائيلي كجزء من حملته الأوسع ضد حماس.

استعدادًا للهجوم، أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بإجلاء آلاف الفلسطينيين من خان يونس. ويضاف هذا التوجيه إلى الوضع الإنساني المتردي أصلا في غزة، حيث يواجه السكان عمليات نزوح متكررة وسط الأعمال العدائية المستمرة. وأظهرت صور التقطت يوم الخميس فلسطينيين يفرون عبر الشوارع المليئة بالحطام حاملين أمتعتهم الشخصية بحثا عن الأمان.

برر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر الإخلاء بأنها إجراء لحماية المدنيين من الأذى المحتمل، مؤكدا أن الصواريخ أطلقت من المنطقة باتجاه الأراضي المحتلة. ومع ذلك، فقد أدى نزوح المدنيين إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث سعى العديد منهم إلى اللجوء في ظروف محفوفة بالمخاطر على نحو متزايد.

بالإضافة إلى عملية خان يونس، استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية يوم الخميس مجمعين مدرسيين في شمال غزة، مما أدى إلى استشهاد 16 شخصًا على الأقل. وقد واجهت هذه المدارس، التي تم إعادة توظيفها كملاجئ للنازحين، انتقادات لدورها كمواقع للجوء. وزعم المسؤولون الإسرائيليون أن الغارات استهدفت "مراكز القيادة والسيطرة" التابعة لحماس الموجودة داخل المجمعات، وشددوا على الجهود المبذولة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

أدان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان هذه الهجمات، ووصفها بأنها جزء من "نمط متصاعد" من الضربات على البنية التحتية المدنية التي أعيد استخدامها كملاجئ. وحثت جماعات حقوق الإنسان إسرائيل على تعزيز إجراءاتها لحماية المدنيين وسط الصراع المستمر.

يأتي التصعيد في غزة مع تكثيف الجهود الدولية للتوسط في وقف إطلاق النار. ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى استئناف محادثات السلام. وقد حددوا موعدًا لعرض مقترح وقف إطلاق النار "النهائي" الأسبوع المقبل، في محاولة لوقف الصراع ومعالجة الأزمة الإنسانية.