قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بسبب الهجوم على إسرائيل.. أول خلاف كبير بين الرئيس الإيراني والحرس الثوري

×

يواجه الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان تحديات كبيرة أثناء محاولته تجنب حرب شاملة مع إسرائيل وسط انقسامات داخلية داخل الهياكل السياسية والعسكرية في إيران.

علمت صحيفة التليجراف أن الرئيس الإيراني الجديد يقاتل ضد الحرس الثوري المتشدد في محاولة لمنع حرب شاملة مع إسرائيل.

كان اغتيال إسماعيل هنية، أحد كبار قادة حماس، في طهران، سبباً في تفاقم هذه الانقسامات، وتسليط الضوء على التناقض الصارخ بين نهج بيزيشكيان الأكثر اعتدالاً والموقف المتشدد للحرس الثوري الإسلامي.

ووفقا لما نشرته تليجراف، دعا الحرس الثوري الإيراني إلى رد عسكري مباشر على إسرائيل، باستهداف المدن الرئيسية مثل تل أبيب. ويهدف نهجهم إلى ضرب القواعد العسكرية لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين. يعكس هذا الموقف العدواني توتراً أوسع نطاقاً داخل إيران، حيث يسعى الحرس الثوري الإيراني إلى تأكيد نفوذه والانتقام مما يعتبره استفزازات إسرائيلية.

في المقابل، يدعو الرئيس بيزشكيان، الذي تم انتخابه على أساس برنامج الاعتدال والدبلوماسية، إلى استهداف المصالح الإسرائيلية الأقل مباشرة، مثل القواعد السرية في الدول المجاورة. ويتوافق هذا النهج مع هدفه الأوسع المتمثل في تهدئة التوترات ومنع نشوب حرب واسعة النطاق. وتشمل استراتيجية بيزشكيان استهداف "قواعد التجسس" الإسرائيلية في مناطق مثل كردستان العراق، وهو تكتيك استخدمته إيران في الماضي.

يزداد الصراع الداخلي على السلطة تعقيدا بسبب محاولات الحرس الثوري الإيراني لتقويض بيزشكيان. ووفقاً لمساعدين مقربين من الرئيس، فإن التكتيكات العدوانية التي يتبعها الحرس الثوري الإيراني تهدف جزئياً إلى تقليص سلطة بيزشكيان ودفع إيران نحو موقف أكثر تصادمياً مع إسرائيل. وتوصف تصرفات الحرس الثوري الإيراني بأنها محاولات لاستغلال الخرق الأمني ​​الذي خلفه اغتيال هنية لتشويه سمعة الرئيس الجديد.

يقال إن بيزشكيان، الذي هزم مرشح الحرس الثوري الإيراني في الانتخابات الأخيرة، يشعر بالقلق إزاء العواقب الأوسع نطاقا للمواجهة المباشرة مع إسرائيل. وتواجه إدارته ضغوطاً هائلة من المتشددين المحليين والجهات الفاعلة الدولية، مما يعكس انقساماً عميقاً في النهج الذي تتبعه إيران في التعامل مع الصراع المستمر.

القرار النهائي بشأن الرد الإيراني يقع على عاتق آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى، الذي يشكل موقعه محوريا في تشكيل السياسة الخارجية الإيرانية. وهدد خامنئي بـ”عقاب شديد” لإسرائيل ردا على الاغتيال. وتؤكد تصريحاته المخاطر الكبيرة واحتمالات التصعيد في المنطقة.

وبحسب المسؤول الإيراني الذي تحدث لتلجراف، قال إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس الخارجي التابع للحرس الثوري الإيراني، في أحد الاجتماعات هذا الأسبوع: "إذا لم نرد اليوم، فسوف يصبحون أكثر وقاحة في المرة القادمة".

تشمل جهود بيزشكيان الدبلوماسية اقتراح نهج أكثر استراتيجية، مثل تعزيز قدرات حزب الله والاستفادة من التحالفات الإقليمية. ويشمل ذلك إمكانية تسليح حزب الله بأسلحة متطورة لمحاربة المصالح الإسرائيلية، بهدف استخدام أساليب غير مباشرة لتحقيق أهداف استراتيجية دون إثارة صراع عسكري مباشر.

على الرغم من محاولات بيزشكيان للتفاوض على رد أكثر تحكمًا، إلا أن قادة الحرس الثوري الإيراني ما زالوا يركزون على توجيه ضربة مباشرة ضد إسرائيل. وهم ينظرون إلى اعتدال بيزشكيان باعتباره تهديدًا لأهدافهم الثورية، ويقال إنهم يعملون على عرقلة جهوده.

يشير المحللون إلى أن موقف بيزشكيان يعكس صراعًا أوسع بين المتشددين الثوريين والعناصر المعتدلة داخل إيران. ويشير جوناثان بانيكوف، وهو ضابط كبير سابق في المخابرات الأمريكية، إلى أن جهود بيزشكيان لمنع نشوب حرب واسعة النطاق تعتبر حاسمة للحفاظ على الاستقرار، ولكن يتم تقويضها من قبل الفصائل القوية داخل الحرس الثوري الإيراني. وستكون قدرته على موازنة هذه الضغوط المتنافسة حاسمة في تشكيل تصرفات إيران المستقبلية وعلاقتها مع إسرائيل.