إضافة عنصر جديد للخبز.. في خطوة تهدف إلى تحسين الصحة العامة ومكافحة أمراض مثل الأنيميا وفقر الدم، بدأت وزارة التموين والتجارة الداخلية في مصر بتوزيع مكملات الفيتامينات الغذائية، وبالأخص عنصر "الحديد"، على مطاحن القطاعين الخاص وقطاع الأعمال.
إضافة عنصر جديد للخبز
يبلغ عدد هذه المطاحن 156 مطحنًا، حيث ستستخدم هذه المكملات الغذائية في خلطها بالدقيق المستخدم في إنتاج الخبز البلدي المدعم دون تأثر سعره، نظرا لأنه يعتبر عنصرًا أساسيًا في غذاء العديد من المصريين.
أوضح النائب طارق حسانين، رئيس غرفة الحبوب باتحاد الصناعات، في تصريحات إعلامية أن المطاحن بدأت بالفعل في استلام كميات من الحديد تكفي لمدة ثلاثة أشهر، مبينًا أنه تم توزيع هذه الكميات على المطاحن في جميع أنحاء الجمهورية.
ترجع هذه الفكرة إلى قبل عامين حين أعلن عن تنفيذها د. علي المصيلحي، وقال حينها إن هناك مشروعًا لإضافة الحديد وحمض الفوليك إلى رغيف الخبز المدعم.
وأضاف حينها: "يجري التفكير حاليًا في زيادة نسبة الاستخلاص للدقيق المخصص لإنتاج الخبز المدعم، بمعنى أن الردة الناعمة ستظل بالدقيق".
أنيميا نقص الحديد من أكبر المشاكل الصحية انتشاراً فى مصر
وفي رسالة بحثية نشرتها أ.د. عزة صلاح الدين جوهر - مدير المعهد القومى للتغذية، في عام 2010، وتحمل عنوان “ تدعيم دقيق الخبز البلدى بالحديد” تطرقت لإضافة فيتامينات إلى الخبز المدعم لأنه تعتبر مشكلة أنيميا نقص الحديد من أكبر المشاكل الصحية انتشاراً فى مصر وبين كثير من دول العالم النامي والمتقدم علي حد سواء.
وأرجعت دراستها إلى الأسباب الفسيولوجية والتغذوية والبيئية منها:- عدم كفاية عنصر الحديد- عدم إتاحة عنصر الحديد في الغذاء - التلوث البيئي - التداخلات الغذائية والدوائية المعوقة والمثبطة للامتصاص - حالات النزيف- الإصابة بالوبائيات والطفيليات-وغيرها من العوامل.
خاصة أنه لا تزال مستويات الإصابة بأنيميا نقص الحديد في تزايد مستمر فى مصر و في كثير من دول العالم بين جميع الفئات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعمرية - ففى المسح السكاني الصحي عام) 2000 – 2005 ( ارتفعت نسبة الأنيميا من 30% بين السيدات ( من 15-49 سنة) عام 2000 الى5ر48% 2005 وكذلك ارتفعت نسبة الأنيميا من 26% عام 2000 بين الأطفال من 6-59 شهر الى 48% عام 2005 تتراوح نسبة الأنيميا فى السن المدرسى بين 30- 45% حسب التوزيع الجغرافى والأنيميا تقاس فى تلك الفئات فقط فى المسوحات لأنها الأكثر حساسية.
و طبقا لتصنيف منظمة الصحة العالمية WHO فإن ارتفاع نسبة الأنيميا عن40% يعتبر مشكلة صحية عمومية كبرى تستدعي التدخل، وتقول في الدراسة: "هذا فضلاً عن التأثير السلبى لأنيميا نقص الحديد علي كافة الأبعاد التنموية "صحياً – تعليمياً – إنتاجيا – اقتصادياً “ .
توصي منظمة الصحة العالمية بمجموعة من التدخلات المتكاملة للوقاية والعلاج من مرض أنيميا نقص الحديد. تتضمن هذه التدخلات تناول أقراص الحديد الدوائية، تعزيز الأغذية بالحديد، تغيير العادات الغذائية لزيادة تناول الأطعمة المحفزة لامتصاص الحديد وتقليل تلك التي تعيق امتصاصه، وذلك من خلال التثقيف الغذائي، بالإضافة إلى الوقاية والعلاج من الأمراض، مثل الإصابة بالديدان المعوية.
من الجدير بالذكر أن تناول أقراص الحديد يُعد تدخلًا قصير المدى يُستخدم لعلاج الأنيميا بشكل سريع، ولكنه ليس مناسبًا للوقاية على المدى الطويل. في المقابل، يُعتبر تعزيز الأغذية بالحديد، مثل إضافة الحديد إلى الدقيق، تدخلاً طويل الأمد يهدف إلى توفير كميات صغيرة ومنتظمة من الحديد بشكل يومي، دون الحاجة إلى تغيير العادات الغذائية. أما تغيير العادات الغذائية من خلال التثقيف الغذائي، فهو عملية طويلة الأمد تحتاج إلى سنوات لتحقيق التأثير المنشود. علاج الطفيليات المعوية مهم أيضًا، لكنه يواجه تحديات كبيرة، خاصة في البلدان النامية التي تعاني من نقص النظافة الشخصية وتلوث المياه والبيئة.
وقالت في الدراسة: تقوم الحكومة، ممثلة بوزارة الصحة والسكان، بتنفيذ عدة تدخلات منذ سنوات لمكافحة أنيميا نقص الحديد. تشمل هذه التدخلات توزيع أقراص الحديد للحوامل يوميًا في الوحدات الصحية منذ عام 1998 كجزء من متابعة الحمل (قرص يحتوي على 60 مجم من الحديد و300 ميكروجرام من حمض الفوليك). كما يتم توزيع أقراص الحديد على طلبة المدارس في سن المراهقة (المرحلتين الإعدادية والثانوية) منذ عام 2000، بجرعة تتراوح بين قرص إلى قرصين أسبوعيًا (كل قرص يحتوي على 60 مجم من الحديد)".