قال الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن قلب العاصي لا يفرق بين مرارة المعصية وحلاوة الطاعة، لأن للطاعة حلاوة لها مذاق عند أصحاب الطاعات.
قلب العاصي
وأوضح “ مهنا ” ، أن للمعصية حلاوة عند أهل المعاصي، فصاحب المعصية لا يفرق بين مرارة المعصية وحلاوة الطاعة، منوهًا بأن أن البصيرة لها الحكم، لأن من شأن البصيرة المستنيرة، البصيرة المفتوحة المنورة بنور الله تعالى، أن تحكم على الحسن بحسن، وعلى القبيح بقبحه.
وأضاف أنه كما أن البصر ناظر العقل، فالبصيرة ناظر القلب، مشيرًا إلى أن البصر لعالم الشهادة، والبصيرة لعالم الغيب، فالبصيرة لقلب المؤمن، المؤمن المطيع، قلب المؤمن المقبل على الله تعالى يقبل على كل ما هو طاعة، ويبتعد عن كل ما هو شر ومعصية.
ونبه إلى أن النور له الكشف، والكشف له البصيرة، الحكم والقلب له الإقبال، والأدبار له نور، لافتا إلى أن الكشف كنور، والعلم هو العلم النافع، لأن هناك علمًا لا يضر، والجهل به هو العلم النافع الذي ينبسط في الصدر شعاعًا وينكشف به عن القلب قناعته، فالنور له الكشف من حيث إنه يكشف الأمور ويوضحها حتى يظهر حسنها من قبيحها.
أنوار الانتباه
وأشار إلى أن استضاءة القلب بنور التقوى تجعله يعرف ما يضره وما ينفعه وفرق بين الحق والباطل، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}، فالفرقان يعني نورًا تفرقون به بين الحق والباطل، نورًا تفرقون به بين الخير والشر، نورًا تفرقون به بين الطيب والخبيث.
وأفاد بأن هذا النور من الله تعالى، قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}، وقال عز وجل : {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ}، ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور.
ولفت إلى أن أنوار الانتباه هي نور يقذفه الحق تعالى في قلب عبده بمقتضى تجليات اسم الله الهادي، فيفيق به العبد من ظلمة الغفلة ويقوم من رقدته، ويتجلى عليه بأنوار اسم الله الهادي فيقوم من غفلته ويتيقظ، فيحكم البصيرة وقبح الغفلة وحسن اليقظة، فيقبل القلب حينئذٍ على الطاعة، ويعرض عن المعاصي، ويتوب إلى الله تعالى توبة نصوحًا، فيوليه الحق سبحانه وتعالى من مقتضى أنوار رحمته بأنوار الإقبال.