انعقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي مساء اليوم الخميس في تل أبيب، لبحث الهجوم المحتمل من حزب الله المتمركز في جنوب لبنان.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن مجلس الوزراء الإسرائيلي اجتمع في غرفة القيادة تحت الأرض بمقر كيريا العسكري، وهي المرة الأولى التي يعقد فيها مثل هذا الاجتماع هناك منذ ليلة 13-14 أبريل، عندما أطلقت إيران حوالي 300 صاروخ وطائرة بدون طيار على إسرائيل، تم اعتراضها كلها تقريبًا.

وذكرت قناة 12 العبرية أن الاجتماع كان يجري في "الحفرة"، كما تُعرف غرفة القيادة تحت الأرض، ولكن ليس بسبب مخاوف أمنية فورية، بل من أجل التدريب على حالة طوارئ محتملة، حيث كانت إسرائيل تستعد لهجوم وعدت به إيران ووكلاؤها على العديد من الاغتيالات البارزة الأسبوع الماضي.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت "تذكروا ندم زعيم حزب الله حسن نصر الله على المغامرة الخطيرة وغير المحسوبة في أغسطس 2006"، قال، في إشارة إلى حرب لبنان الثانية، وهي حرب استمرت 34 يومًا اندلعت عندما أسر عناصر حزب الله جنديين إسرائيليين وقتلوا آخرين.

وأضاف جالانت: "أولئك الذين يلعبون بالنار يجب أن يتوقعوا الدمار".

كما أشار رئيس بلدية حيفا يونا ياهاف إلى حرب لبنان الثانية يوم الخميس، مشيرًا لإذاعة كان العامة إلى أن ترسانة حزب الله أكثر تقدمًا بشكل ملحوظ مما كانت عليه قبل 18 عامًا: "إنها صواريخ دقيقة للغاية، ومن المتوقع أن يطلقوا علينا 4000 صاروخ كل يوم".

وأضاف: "هذا ما نعد مواطنينا له على أي حال، نطلب منهم إعداد ما يكفي من الطعام، وما يكفي من الماء، لأننا نتوقع أن يضطروا إلى البقاء هناك في الملاجئ والمناطق الآمنة لمدة أربعة إلى ستة أيام" إذا هاجم حزب الله.

وفي تقييم أجراه قائد الجبهة الداخلية في جيش الدفاع الإسرائيلي، قال جالانت إن إسرائيل تعمل على توفير تحذير مناسب من أي هجوم متوقع، لكنه نصح المواطنين بمواصلة حياتهم كالمعتاد في غياب توجيهات خاصة.

وتستعد إسرائيل لهجوم منذ اغتال جيش الاحتلال شكر الأسبوع الماضي، قبل ساعات من مقتل إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحماس، في انفجار في طهران.

وتعهدت إيران، التي تدعم حزب الله وحماس، بالرد على الاغتيالات.

وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية اليوم الخميس أن الولايات المتحدة حذرت إيران من أن حكومتها واقتصادها قد يواجهان "خطرًا جسيمًا" إذا هاجمت إسرائيل، ونقلت الرسالة مباشرة إلى طهران وكذلك من خلال وسطاء.

وقال مسؤول أمريكي لم يذكر اسمه في التقرير: "أرسلت الولايات المتحدة رسالة واضحة إلى إيران مفادها أن خطر التصعيد الكبير إذا شنت هجوما انتقاميا كبيرا ضد إسرائيل مرتفع للغاية".

وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن التحذير لم يكن يهدف إلى إيصال رسالة مفادها أن الولايات المتحدة ستهاجم إيران بشكل مباشر، بل كان تحذيرا لإيران من مخاطر إثارة رد عسكري من إسرائيل.

وذكرت التقارير أن إيران ترددت في شن هجوم، لكن شبكة سي إن إن ذكرت يوم الأربعاء أن مسؤولين إسرائيليين قدروا أن حزب الله قد يهاجم إسرائيل في الأيام المقبلة، بشكل مستقل عن إيران نفسها.

وأفادت القناة 12 أن إسرائيل أبلغت حزب الله وإيران أن أي ضرر يلحق بالمدنيين في إسرائيل سيتجاوز الخط الأحمر وسيؤدي إلى رد غير متناسب.

وأفادت نفس القناة الخميس أن إسرائيل استعدت ليس فقط لمواجهة الصواريخ والقذائف، بل وأيضًا لمنع أي اختراق للحدود عن طريق البر أو البحر.