ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أنه طوال ما يقرب من عشرة أشهر، كان الصراع بين الإحتلال الإسرائيلي وحزب الله في لبنان مصدراً ثابتاً للتوتر والدمار، حتى مع محاولة الجانبين إدارة أعمالهما العدائية لمنع نشوب حرب أكبر، ما أدى إلى تضخيم التأثير المدمر لهذا الصراع المحتدم على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
تكشف صور الأقمار الصناعية الأضرار الجسيمة التي لحقت بعيتا الشعب، وهي بلدة لبنانية تعرضت لدمار كبير بسبب الهجمات المتكررة. تُظهر الصور قبل وبعد الصراع بوضوح خسائر الصراع، وتسلط الضوء على عدد المباني التي تحولت إلى أنقاض.
منذ أكتوبر 2023، اشتد الصراع، وتفاقم بسبب الحرب المتزامنة في غزة بقيادة حماس، وهي حليف لإيران. يشير مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح والأحداث إلى أن الهجمات الإسرائيلية على لبنان فاقت بكثير هجمات حزب الله على إسرائيل. وتم الإبلاغ عن أكثر من 500 حالة وفاة في لبنان، بما في ذلك 100 مدني على الأقل، وفقًا لمصادر صحية تابعة للأمم المتحدة ولبنانية.
أطلق حزب الله ما يقرب من 7500 صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار منذ بدء حرب غزة، مما أدى إلى مقتل 43 شخصًا في إسرائيل، أكثر من نصفهم من المدنيين. كما أدت الهجمات إلى إشعال أكثر من 700 حريق غابات في شمال إسرائيل، مما أدى إلى تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وزيادة معاناة المنطقة.
تضمن الرد الإسرائيلي غارات جوية وقصفا تسبب في حرائق كبيرة ودمار على جانبي الحدود. ويخشى أن يكون للحرائق الناجمة عن الصراع آثار طويلة الأمد على الأراضي الزراعية الحيوية، مما يؤثر على إنتاج الغذاء في المنطقة.
أدى الصراع الدائر إلى نزوح حوالي 60,000 شخص في شمال إسرائيل و100,000 شخص في جنوب لبنان. أصبحت العديد من القرى الحدودية على كلا الجانبين الآن مدن أشباح، مع عدم وجود جدول زمني واضح للموعد الذي قد يعود فيه السكان النازحون.
في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت الهجمات، مما أثار مخاوف من نشوب حرب إقليمية أوسع نطاقا. واستهدف هجوم صاروخي مميت من لبنان، في يوليو، بلدة في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، مما أدى إلى مقتل 12 مدنيا. وشمل الرد الإسرائيلي شن غارة على أهداف لحزب الله في بيروت، مما أسفر عن مقتل أحد قادة حزب الله وخمسة مدنيين، مما أدى إلى تصاعد التوترات.
وأثارت أعمال العنف الأخيرة دعوات داخل إسرائيل لغزو لبنان على نطاق واسع. ومع ذلك، فإن احتمال نشوب صراع أوسع يثير مخاوف بشأن قدرة حزب الله على شن هجمات صاروخية متطورة على المدن الإسرائيلية والبنية التحتية الحيوية، الأمر الذي قد يكون له تداعيات خطيرة.
بينما يواصل الجيش الإسرائيلي هجومه الكبير ضد حماس في غزة، فإن العبء الإضافي المتمثل في جبهة ثانية محتملة في لبنان يشكل تحديات كبيرة. ومع تناقص مخزونات الذخائر، هناك حالة من عدم اليقين بشأن مدى قدرة جيش الإحتلال الإسرائيلي على الانخراط على نطاق واسع في لبنان مع استمرار عملياته في غزة.