قام الجنرال مايكل كوريلا، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، بزيارته الثانية إلى إسرائيل هذا الأسبوع لتكثيف التنسيق تحسبا لهجوم محتمل لحزب الله وإيران. وبحسب مصادر مطلعة على الوضع تحدثت لأكسيوس، فإن الزيارة تؤكد المخاوف الأمنية المتزايدة في المنطقة.
ووفقا لما نشره موقع والا العبري، حذر مسؤولون إسرائيليون الولايات المتحدة من أن أي هجوم يشنه حزب الله يستهدف قواعد عسكرية إسرائيلية مركزية ويؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين سيؤدي إلى رد فعل "غير محدود" من قوات الاحتلال الإسرائيلية.
تعكس هذه الرسالة الصارمة محاولة إسرائيل رسم خطوط واضحة حول كيفية الرد على أشكال العدوان المختلفة مع تجنب حرب واسعة النطاق مع حزب الله.
أشار الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، مؤخراً إلى أن الجماعة سترد على اغتيال قائدها العسكري الكبير، فؤاد شكري، على يد إسرائيل في بيروت الأسبوع الماضي. وأشار نصر الله إلى أن تأخر الرد الإسرائيلي والتأثير النفسي لفترة الانتظار جزء من الاستراتيجية.
ويراقب المسؤولون الإسرائيليون ونظراؤهم الأميركيون الوضع عن كثب، مع مخاوف من احتمال قيام حزب الله وإيران بتنفيذ هجمات في الأيام المقبلة. ولا تزال الطبيعة الدقيقة لهذه الهجمات وتوقيتها غير واضحة.
يشعر المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون بالقلق بشكل خاص بشأن الهجمات المحتملة على المناطق المدنية. وتشير التقارير إلى أن حزب الله قد يستهدف مواقع إسرائيلية مهمة مثل القواعد العسكرية في تل أبيب، والتي تقع على مقربة من الأحياء السكنية. ومن الممكن أن تتسبب مثل هذه الضربات عن غير قصد في وقوع خسائر في صفوف المدنيين، نظراً لتاريخ حزب الله في إطلاق الصواريخ غير الدقيقة.
ومن الأمثلة الأخيرة التي أبرزها المسؤولون الإسرائيليون الهجوم الصاروخي الذي شنه حزب الله على قرية مجدل شمس في مرتفعات الجولان، والذي أخطأ هدفه العسكري وأصاب ملعباً لكرة القدم، مما أسفر عن مقتل 12 طفلاً. ويسلط هذا الحادث الضوء على المخاطر المرتبطة بقدرات حزب الله العسكرية، وخاصة صواريخه أرض-أرض بعيدة المدى.
في الأيام الأخيرة، أعرب المسؤولون الإسرائيليون عن مخاوفهم للولايات المتحدة من خلال قنوات متعددة، مؤكدين على احتمال إلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين إذا أخطأت هجمات حزب الله الصاروخية أهدافها العسكرية المقصودة. وشدد مسؤولون عسكريون إسرائيليون على أن محاولات حزب الله السابقة أظهرت نمطا مثيرا للقلق من عدم الدقة والإخفاقات الفنية.
وأوضحت الحكومة الإسرائيلية أن أي أخطاء من هذا القبيل يرتكبها حزب الله ستؤدي إلى تداعيات خطيرة. وقال مسؤول إسرائيلي: "في المناقشات الداخلية مع الولايات المتحدة، سلطت إسرائيل الضوء على أن حزب الله سيواجه عواقب وخيمة في حالة حدوث أي خلل آخر، وأن رده سيكون غير متناسب إذا تعرض المدنيون للأذى".
لم يعلق البيت الأبيض والبنتاجون بعد على التطورات الأخيرة. ومع ذلك، يظل الوضع مائعاً، مع استمرار المناقشات بين المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين حول أفضل السبل لمعالجة التهديد الذي يشكله حزب الله وتأثيره المحتمل على الاستقرار الإقليمي.