خسرت النائبة كوري بوش انتخاباتها التمهيدية للحزب الديمقراطي الامريكي أمام ويسلي بيل، المنافس الذي يحظى بدعم كبير من الجماعات المؤيدة لإسرائيل، بما في ذلك لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك).
ووفقا لتحليل الجارديان، وُصفت هذه الانتخابات التمهيدية، التي تميزت بإنفاق غير مسبوق من هذه المجموعات، بأنها واحدة من أغلى الانتخابات في تاريخ الولايات المتحدة. وعلى الرغم من هذا الانتصار الذي حققه المانحون لإسرائيل، فإنه يسلط الضوء على اتجاه أعمق ومثير: الانحدار الكبير في الدعم الأميركي لإسرائيل، وخاصة داخل الحزب الديمقراطي.
ووفقا لتحليل الجارديان، إن التدخل المالي الكبير من قِبَل أيباك وغيرها من المنظمات المؤيدة لإسرائيل، والذي استهدف أيضاً ديمقراطيين آخرين مثل جمال بومان وسمر لي، يعكس تحولاً جذرياً في الديناميكيات السياسية.
تاريخيًا، تمتع المؤيدون لإسرائيل بدرجة من الهيمنة الثقافية في السياسة الأمريكية، حيث كان دعم إسرائيل أمرًا مسلمًا به تقريبًا. ومع ذلك، فإن هذا الإجماع يتآكل، خاصة بين الديمقراطيين والمستقلين.
بدأت نقطة التحول بين عامي 2014 و2015، في أعقاب الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة على غزة، والتي أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين. وأدى هذا الصراع إلى تراجع ملحوظ في التعاطف الأمريكي مع إسرائيل.
بل إن الوضع الحالي، الذي وصفه المنتقدون بأنه "حرب إبادة جماعية"، أصبح أكثر خطورة. على مدى الأشهر العشرة الماضية، أسفرت تصرفات إسرائيل في غزة عن استشهاد ما يقدر بنحو 40 ألف فلسطيني، وهو ما ألقى بظلاله إلى حد كبير على صراع عام 2014 من حيث الحجم والوحشية.
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تزايد خيبة الأمل تجاه إسرائيل بين الديمقراطيين، حيث كشف استطلاع أجرته مؤسسة بيو للأبحاث في مارس 2023 أن الديمقراطيين يظهرون الآن تعاطفًا أكبر مع الفلسطينيين مقارنة بالإسرائيليين.
يعكس هذا التحول في المشاعر انتقادات دولية أوسع نطاقا. تنضم دول مثل البرازيل وإسبانيا وسلوفينيا والمكسيك إلى جنوب أفريقيا في رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
لقد عززت منصات وسائل التواصل الاجتماعي الوعي العالمي بالصراع، مع انتشار المحتوى الرسومي والتقارير عن جرائم الحرب بسرعة. وقد أثارت هذه الرؤية الغضب العالمي وزيادة التدقيق في تصرفات إسرائيل، مما ساهم في انخفاض الدعم الأمريكي.
وعلى الرغم من نفوذها المالي، فإن جهود "إيباك" للتأثير على الانتخابات الأمريكية تبدو وكأنها محاولة يائسة لوقف موجة الكراهية المتزايدة تجاه إسرائيل. يشير التدخل المتزايد للجماعة في الحملات السياسية إلى موقف رد الفعل وليس إلى موقع القوة.
يقول يوسف منير، رئيس برنامج فلسطين/إسرائيل في المركز العربي بواشنطن العاصمة، إن عصر الدعم شبه العالمي لإسرائيل في السياسة الأمريكية قد انتهى. ومع تزايد الوعي العام والمعارضة، من المرجح أن تواجه جهود الجماعات المؤيدة لإسرائيل للحفاظ على نفوذها تحديات متزايدة.