في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، تستعد قبرص لتنفيذ خطة إجلاء طارئة للمواطنين الأجانب من لبنان. وأكد الرئيس نيكوس خريستودوليدس أن الجزيرة الواقعة شرق البحر الأبيض المتوسط، والتي تقع على بعد 25 دقيقة فقط جواً من لبنان، تلقت طلبات المساعدة من أكثر من عشر دول.
وفقا لبلومبرج، يعكس هذا الموقف الاستباقي استعداد قبرص للاستفادة من قربها الجغرافي وخبرتها السابقة في التعامل مع الأزمات، مثل الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله عام 2006.
وقال كريستودوليدس لبلومبرج: "لدينا علاقات ممتازة مع جميع الأطراف المعنية"، مشددًا على دور قبرص كحليف محايد وموثوق في المنطقة. وشدد على أن الجهود السابقة التي بذلتها قبرص لمساعدة الأشخاص الفارين من الصراع جعلتها في وضع جيد لإدارة المطالب الحالية.
تواجه قبرص بالفعل زيادة في أعداد اللاجئين مع اشتداد الصراعات في المنطقة. ويقترن هذا التدفق بتهديدات حزب الله، الذي حذر قبرص من التداعيات المحتملة إذا دعمت الجزيرة الأعمال العسكرية الإسرائيلية. وأكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في يونيو أن قبرص يمكن أن تصبح هدفاً إذا سمحت للعمليات الإسرائيلية باستخدام المنشآت القبرصية.
ومما زاد من التوتر اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل باستخدام قبرص كقاعدة لعملياتها ضد حماس، مما يشير إلى أن هذا قد يؤدي إلى خطر توسيع الصراع. ورفض خريستودوليدس مثل هذا الخطاب، بحجة أنه يؤدي إلى تفاقم المشاكل بدلا من المساهمة في حلها. وقال: "ما نحتاج إلى التركيز عليه هو كيفية استئناف المفاوضات لحل القضية الفلسطينية"، مشددًا على الحاجة إلى بذل جهود دبلوماسية لمعالجة الصراعات الإقليمية الأساسية.
بالإضافة إلى إدارة الأزمة المباشرة، تركز قبرص أيضاً على القضايا الطويلة الأجل، وخاصة تقسيم الجزيرة منذ فترة طويلة. ومن المقرر أن يحضر خريستودوليدس اجتماعا بوساطة الأمم المتحدة في نيويورك يهدف إلى استئناف المحادثات بشأن إعادة توحيد قبرص. وتم تقسيم الجزيرة منذ عام 1974، في أعقاب التدخل العسكري التركي رداً على انقلاب قام به القبارصة اليونانيون سعياً للاتحاد مع اليونان.
وعلى الرغم من المحاولات الفاشلة العديدة على مدى عقود، لا يزال كريستودوليدس متفائلاً بشأن التوصل إلى حل. وأكد التزام قبرص باتحاد ثنائي المنطقة كحل قابل للتطبيق، رافضًا تفضيل تركيا لدولتين منفصلتين. وأكد أن "الوضع الراهن في قبرص خلال الخمسين عامًا الماضية ليس خيارًا بالنسبة لنا". سنفعل كل ما هو ضروري لاستئناف المفاوضات الجوهرية للتوصل إلى تسوية”.