تتخذ مصر خطوة كبيرة في سوق القمح العالمية من خلال التخطيط لشراء كمية كبيرة من الحبوب استجابة للانخفاض الملحوظ في الأسعار.
وفقا لبلومبرج، أعلنت الهيئة العامة للسلع التموينية، هيئة المشتريات الحكومية في مصر، عن نيتها شراء ما يصل إلى 3.8 مليون طن من القمح في مناقصة قادمة. وتمثل هذه الكمية ما يقرب من ثلث احتياجات البلاد السنوية من القمح، وهي زيادة مذهلة عن حجم الشراء المعتاد الذي يقل عن مليون طن.
تتضمن المناقصة، المقرر إجراؤها الأسبوع المقبل، فترة تسليم ممتدة، ما يعكس مدى إلحاح هذا الشراء وطبيعته الإستراتيجية. ويأتي هذا القرار في الوقت الذي تقترب فيه أسعار القمح من أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات، ما يوفر لمصر فرصة فعالة من حيث التكلفة لتعزيز احتياطياتها.
باعتبارها واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم، تتم مراقبة قرارات الشراء في مصر عن كثب من قبل التجار العالميين. تتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن يصل إجمالي واردات مصر من القمح لموسم 2024-2025 إلى نحو 12 مليون طن. ويؤكد حجم الواردات المرتفع هذا الدور الحاسم الذي تلعبه مصر في سوق القمح العالمية وتأثيره على اتجاهات الأسعار.
وسلط وزير المالية أحمد كجوك الضوء على الميزة الاستراتيجية لظروف السوق الحالية. وأوضح أن «هناك انخفاضاً في السوق العالمية وأسعار السلع العالمية». "إنها فرصة لشراء ما نحتاجه من هذه السلع بسبب الوضع الحالي في السوق العالمية." ويعكس تصريحه النهج الاستباقي الذي تتبعه الحكومة لتأمين السلع الأساسية بأسعار مناسبة.
يتميز سوق القمح العالمي حالياً بوفرة الإمدادات، لا سيما من الولايات المتحدة، حيث كانت المحاصيل قوية. على الرغم من الارتفاع الأخير في العقود الآجلة للقمح في شيكاغو، إلا أن الأسعار لا تزال بالقرب من أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات. وقد أدى هذا الفائض في العرض إلى الحفاظ على إمدادات جيدة في السوق، ما يوفر فرصة سانحة لكبار المشترين مثل مصر.