في أعقاب التصعيد الأخير بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، أشار تقرير لبلومبرج، أن هناك تكهنات متزايدة بأن وقف إطلاق النار في غزة قد يكون المفتاح لتهدئة الصراع الأوسع. حيث خلق الوضع المستمر، الذي يتسم بالضربات الانتقامية والتوترات الإقليمية، نافذة لحلول دبلوماسية محتملة، حتى في حين يلوح التهديد المباشر بالعنف في الأفق.
وبحسب بلومبرج، مر أسبوع منذ أن تعهدت إيران والجماعات التابعة لها بعمليات انتقامية كبيرة ضد الاحتلال الإسرائيلي رداً على اغتيال قادة حزب الله وحماس. وقد أدى هذا التأخير، سواء بسبب حسابات استراتيجية أو تحديات لوجستية، إلى زيادة الآمال في إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة في الأفق.
قد لا توفر مثل هذه الخطوة راحة مؤقتة للجيب الفلسطيني الذي مزقته الحرب فحسب، بل قد تساعد أيضًا في تهدئة الجبهات الأخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وبحسب تقرير بلومبرج، الوضع في غزة بالغ الخطورة بشكل خاص، حيث تضاءلت سيطرة حماس بعد عشرة أشهر من الصراع العنيف.
وأدى اغتيال إسماعيل هنية مؤخراً في طهران إلى تغيير القيادة داخل حماس، حيث يتولى يحيى السنوار القيادة الآن. ويأتي هذا التغيير وسط مفاوضات مستمرة بوساطة قطر ومصر، ومن الممكن أن يؤثر على موقف حماس بشأن وقف محتمل لإطلاق النار.
فكرة وقف إطلاق النار تحظى بقبول كبير، حيث تنخرط الفصائل المتحالفة مع إيران بنشاط في صراعات مع إسرائيل. ومن الممكن أن يؤدي وقف إطلاق النار هذا إلى تهدئة التوترات في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
شاركت الولايات المتحدة بنشاط في الجهود الدبلوماسية لمعالجة الأزمة. وعزز الرئيس جو بايدن الدعم البحري لإسرائيل ويضغط على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمواصلة الهدنة.
ورغم أن حماس قد تتقبل الهدنة، إلا أنها ظلت حتى الآن مترددة في قبول الشروط التي يقترحها الاحتلال الإسرائيلي. وقد يكون تردد المجموعة متأثراً بالحاجة إلى ضمانات من إيران بأن "محور المقاومة" سيستمر في معارضة الاحتلال الإسرائيلي في المستقبل، مع الحفاظ على نفوذ تحالفهم الاستراتيجي الأوسع.
يحذر الخبراء من أن أي سوء تقدير أو عمل عدواني مفرط من قبل وكلاء إيران يمكن أن يؤدي إلى رد فعل شديد من الاحتلال الإسرائيلي. إن احتمال شن هجوم مضاد كبير يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع غير المستقر بالفعل، مما يؤثر على الاستقرار الإقليمي والسياسة الإيرانية الداخلية.