أصبح الحفل التذكاري للسلام السنوي في ناجازاكي باليابان، لإحياء ذكرى القصف الذري على المدينة، نقطة محورية للتوتر الدبلوماسي. وأعلن السفير الأمريكي رام إيمانويل والسفيرة البريطانية جوليا لونجبوتوم قرارهما بمقاطعة الحدث المقرر في 9 أغسطس بسبب استبعاد إسرائيل من قائمة الضيوف.

يستضيف الحفل، الذي يقام بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعين للتفجير، شخصيات بارزة من أكثر من 150 دولة. لكن هذا العام، أثار غياب إسرائيل الجدل والنقاش.

وفقا لنيويورك تايمز، يعكس انسحاب السفيرين إيمانويل ولونجبوتوم عدم رضاهما عن قرار عمدة ناجازاكي شيرو سوزوكي بإغفال إسرائيل. ويقول الدبلوماسيان إن استبعاد إسرائيل إلى جانب روسيا وبيلاروسيا يعني صراعات متباينة بشكل غير لائق.

انتقد إيمانويل منطق العمدة، مشيرًا إلى أن المخاوف بشأن الأمن والاضطرابات المحتملة كانت مخادعة. وأشار إلى أن مراسم هيروشيما، التي حضرها أيضا سفير إسرائيل، جرت دون وقوع أي حادث. يؤكد إيمانويل أن هذا الإغفال يقوض غرض الحفل المتمثل في التفكير في عواقب الحرب والأسلحة النووية.

وقد دافع مسؤولو ناغازاكي عن القرار، قائلين إنه تم اتخاذه لضمان حدث سلمي ومهيب. وأعرب العمدة سوزوكي، الذي نجت أسرته من القصف الذري، عن أن القرار لم يكن له دوافع سياسية ولكنه يهدف إلى تجنب المخاطر الأمنية المحتملة.

أدان سفير إسرائيل لدى اليابان، جلعاد كوهين، هذا الاستبعاد، معتبراً أنه يشوه حقائق الصراع الدائر بين إسرائيل. وشدد كوهين على أن إسرائيل تواجه هجمات من المنظمات الإرهابية وأن مقارنة هذا الوضع بالصراعات الأخرى أمر مضلل.

أثار هذا الإغفال رسالة دبلوماسية من ممثلي العديد من الدول، أعربوا فيها عن مخاوفهم بشأن التأثير المحتمل على المشاركة رفيعة المستوى في الحفل.

وكان رد فعل المجتمع الدبلوماسي الأوسع قويا، حيث اختارت العديد من الدول، بما في ذلك فرنسا وإيطاليا وأستراليا وكندا، تخطي الحفل أو إعادة النظر في مشاركتها في ضوء الجدل.