في قضية أعادت للأذهان مشاهد مقتل جورج فلويد المأساوية، وجهت السلطات في مدينة ميلووكي الأمريكية تهماً بالقتل لأربعة من موظفي أحد الفنادق الشهيرة على خلفية وفاة رجل أسود داخل الفندق في حادثة مُروعة.
وتعود تفاصيل الحادث إلى 30 يونيو الماضي، عندما دخل ديفونتي ميتشل، وهو رجل أسود البشرة، إلى حمام السيدات في الفندق، ليتم إخراجه من قبل أحد حراس الأمن وتقييده على الأرض لمدة تزيد عن ثماني دقائق بمساعدة ثلاثة موظفين آخرين، إلى أن فارق الحياة.
ووجهت للمتهمين الأربعة، وهم حارسا الأمن تود إريكسون وبراندون تيرنر، وموظف الاستقبال ديفين جونسون-كارسون، وحامل الأمتعة هربرت ويليامسون، تهمة القتل من الدرجة الثانية، التي تصل عقوبتها إلى 15 عاماً و9 أشهر في السجن.
وأشارت التقارير إلى أن ميتشل كان يُعاني من صعوبة في التنفس وكان يتوسل للحصول على المساعدة أثناء تقييده، لكن الموظفين تجاهلوا نداءاته واستمروا في الضغط عليه.
وأظهرت لقطات كاميرا المراقبة في الفندق ميتشل وهو يركض في ردهة الفندق بصورة غريبة قبل أن يدخل حمام السيدات، ليتم سحبه إلى الخارج من قبل تيرنر، الذي كان خارج أوقات عمله لكن تصادف وجوده في الفندق، ويقوم بتثبيته على الأرض بمساعدة موظفين آخرين.
وأكد تقرير الطب الشرعي أن ميتشل توفي نتيجة "الاختناق بسبب التقييد"، مشيراً إلى أنه كان من الممكن إنقاذه لو سُمح له بالاستدارة على جانبه.
وأثارت هذه الحادثة غضباً واسعاً في الولايات المتحدة، حيث شبهها البعض بحادثة مقتل جورج فلويد، التي أشعلت احتجاجات ضخمة ضد العنصرية وفرط استخدام الشرطة للقوة.
وقال بن كرامب، محامي حقوق المدنية الذي يمثل عائلة ميتشل، إن لقطات الفيديو التي سجّلها أحد شهود العيان تُظهر حراس الأمن وهم يركبون ظهر ميتشل ويضغطون بركبهم على عنقه.
وأكدت شركة "إيمبريدج هوسبيتاليتي"، التي تُدير الفندق، فصل العديد من الموظفين المتورطين في وفاة ميتشل، مُعربة عن تعاونها الكامل مع سلطات إنفاذ القانون في التحقيق بالحادث.
من جهتها، أعربت ديسيا هارمون، أرملة ميتشل، عن ارتياحها لقرار توجيه التهم إلى المتورطين، لكنها تساءلت عن سبب تأخر اتخاذ هذا القرار لأسابيع.
وأضافت هارمون: "لقد قام هؤلاء الأشخاص بقتل زوجي أمام الكاميرات.. كان يجب محاسبتهم في نفس اللحظة".