سيول مدمرة اجتاحت السودان أمس الثلاثاء وتسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وانهيار أكثر من 10 آلاف منزل، وظل آلاف الأسر السودانية بلا مأوى، حيث أصبحوا في العراء جراء السيول، وامتلأت المستشفيات بالكثير من الإصابات وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
معاناة السودان من السيول
وصلت السيول إلي حدتها في مدينة أبو الحمد والمناطق الواقعة شمال دنقلا، وتشير التقديرات الأولية إلى أن السيول الجارفة في السودان، تسببت في مقـ ـتل العشرات وإصابة أكثر من 50 شخصا نتيجة انهيار وتساقط المباني والغرق في مجري السيول.
وتحدث أحد الناشطين الطوعيين في المنطقة ويدُعي محمد عثمان بأن الوضع شديد الخطورة وأن المنطقة تعيش في أسوأ حالتها، موضحًا أن السكان مصابون بحالة من الرعب والفزع بعد تعرضهم للغرق وجرف بيوتهم، فآلاف الأسر بما فيهم الأطفال وكبار السن يعيشون في الشوارع الآن بلا مأوى أو مسكن ويتعرضون بصفة يومية إلى لدغات الحشرات السامة والثعابين مع نقص حاد في الأدوية والمستشفيات والرعاية الطبية.
مخاطر بيئية كبيرة
تعتبر منطقة أبو حمد في السودان من المراكز الرئيسية لإنتاج الذهب في السودان، فهي مركز رئيسي يتم فيه ممارسة نشاط التعدين وبها الكثير من المخلفات جراء عمليات التعدين العشوائي التي تتم بدون رقابة من الدولة.
لذلك حذر خبراء من البيئة من اختلاط مياه الأمطار والسيول بمخلفات التعدين الضارة والمنتشرة في كثير من المواقع بالبلاد، وجرفها إلى مياه النيل المصدر الرئيسي للشرب وري الأراضي الزراعية مما قد يتسبب في مخاطر بيئية كبيرة.
جرف مخلفات الذهب إلى الأنهار
صرحت حنان مدثر، استشاري أنظمة البيئة والتنمية المستدامة، بأن المنطقة الواقع فيها السيول من أكثر المناطق التي تشهد استخدام مواد ضارة بالبيئة أثناء عملية التعدين، مضيفة أن هناك خطورة كبيرة على البيئة نتيجة جرف مياه السيول لهذه المواد الضارة، هذا بالإضافة إلى تحول الركام المستخلص منه الذهب إلي نفايات خطيرة تحتوي على زئبق.
وأوضحت حنان مدثر أن هناك بعض التقارير التي أشارت إلى جرف السيول لمخلفات الذهب، وأن الركام المستخلص من مخلفات الذهب يتحول إلى نفايات، مشيرة إلى أن السيول تجرف مخلفات الذهب بما فيها الزئبق إلى الأنهار مما سيتسبب في تلوث مياه الشرب وري المحاصيل الزراعية بالزئبق ومخلفات التعدين الضارة.
واختتمت خبيرة البيئة حديثها بأن السودان قد يشهد أعلى نسبة من سقوط الأمطار والفيضانات هذا العام، وأن الوضع بها سيكون الأسوأ بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية لمكافحة الأمراض المصاحبة للفيضانات والسيول.