لا حديث للعالم منذ الأمس إلا عن قرار اختيار يحيى السنوار قائدا لحركة حماس خلفا لإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي، الذي اغتيل في قلب طهران بتدبير وتنفيذ إسرائيلي في 31 يوليو المنصرم، ما تسبب في تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران التي تحضر للرد على عملية اغتيال هنية في عقر دارها.
يحيى السنوار قائدا لحماس
واستحوذ قرار اختيار السنوار قائدا لحماس على اهتمامات الصحف العربية والأجنبية، وفي هذا السياق قالت صحيفة العرب اللندنية، إن "حماس عقدت مهمة القطريين في حال قرروا الاستمرار في الوساطة، وهو الأمر الأقرب، حيث أعلنت عن تعيين يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي خلفا لهنية، وما تحمله هذه الخطوة من موقف معقد يضع القرار في يد الشخصية الأكثر تشددا في الحركة".
وأضافت الصحيفة اللندنية أن "القرار يعد "تهميشا لقيادات حماس الموجودة في الخارج، والتي تتفاوض معها قطر وتوجهها بما يخدم دورها كوسيط مقبول من الولايات المتحدة".
قرار مفاجئ لإسرائيل
ومن العرب إلى صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية التي أكدت أن “اختيار السنوار، المحاصر والمطارد في قطاع غزة، هو قرار مفاجئ لإسرائيل”، ونقلت عن مصادر مطلعة على المناقشات التي دارت قبل الاختيار أن هذه رسالة تحدٍ لإسرائيل، فإذا كانوا يعدّونه خطيراً ودموياً وإرهابياً ويجب قتله، ها هو جاءهم خلفاً للشهيد هنية، الدبلوماسي المرن الذي اغتالوه بأيديهم.
وقال مصدر مطلع على كواليس المباحثات إن غزة حسمت المسألة، مضيفا: "الرسالة هي رسالة تحدٍ لإسرائيل وغير إسرائيل بأن السنوار وغزة هما البوصلة في المرحلة الحالية".
حماس ترد على اغتيال هنية
ورأت صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن حماس رفعت مستوى التحدي، أو أنها نفذت أول ردودها على اغتيال هنية، من خلال تعيين يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي.
وأضافت الصحيفة اللبنانية أن "هنية ظل، طوال السنوات الماضية، مثالاً للقائد الذي يجيد البقاء في المنتصف، أي بين تيارَي "الصقور" و"الحمائم"، وفقاً للتوصيف الإسرائيلي، وشكل، منذ بداية "طوفان الأقصى"، إحدى أكثر الشخصيات جذرية وعناداً، إذ حافظ على وحدة الموقف تجاه ثوابت التفاوض، والمتمثّلة في الانسحاب من غزة بشكل كّلي، ووقف نهائي لإطلاق النار، وصفقة تبادل مشرفة، وإعادة الإعمار، ولم يقبل كل محاولات الالتفاف على أيّ مطلب من تلك المطالب.
ونقلت "الأخبار" عن مصدر حمساوي مطلع، فقد "اغتالت إسرائيل هنية، لأنها رأت فيه سنواراً آخر، يرفض الاستسلام، ولا يرضخ للضغوط والتهديدات والابتزاز".
في السياق نفسه، قالت صحيفة “أكسيوس” الأمريكية إن اختيار يحيى السنوار قائدا لحركة حماس، ترسخ مكانته كصانع القرار الأعلى - وربما الوحيد - في حماس سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو في الشتات.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن السنوار هو الشخصية البارزة الوحيدة المتبقية في حماس بعد أن زعمت إسرائيل اغتيال القائد العسكري الأعلى للجماعة محمد ضيف والزعيم السياسي إسماعيل هنية ونائبه صلاح العاروري.
ورأت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن اختيار يحيى السنوار قائدا لحماس يعني أن "السنوار أحد منفذي مجزرة 7 أكتوبر أصبح رسمياً الرجل الأقوى في التنظيم بعد اغتيال إسماعيل هنية"، مضيفة أن قرار مجلس الشورى، الذي يبلغ عدد أعضائه 50 شخصاً، جاء تعبيراً عن الثقة في السنوار، ولضمان بقاء السلطة في يد حماس في قطاع غزة.