يحل اليوم ذكرى إلقاء الولايات المتحدة الأمريكية قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما في اليابان، والتي أطلق عليها اسم "الولد الصغير"، كان ذلك في السادس من أغسطس عام 1945، عندما ألقى طيارون أمريكيون قنبلة من نوع بي-29 تحمل اسم إينولا جاي، بقيادة الكولونيل بول تيبيتس من سرب 393 التابع للقوات الجوية الأمريكية.
قنبلة الولد الصغير
تسببت هذه الحادثة الرهيبة في مصرع حوالي 80,000 شخص، وكانت هذه القنبلة الأولى من نوعها التي استخدمت على نطاق واسع، بعد ثلاثة أيام فقط، تم إلقاء قنبلة ذرية ثانية على مدينة ناجازاكي بواسطة قاذفة أخرى.
روبرت سيربر، الفيزيائي المعروف، قام بتسمية تصميمي القنبلتين بناءً على مظهرهما: "الرجل النحيف" و "الرجل السمين". كان تسمية "الرجل النحيف" مستوحاة من شخصية رواية وسلسلة أفلام "الرجل النحيف"، بينما جاء اسم "الرجل السمين" من شخصية أخرى في رواية هاميت تدعى كاسبر جوتمان.
و ظهرت حقيقة التأثر بفيلم "الصقر المالطي" من خلال كتاب صدر تحت عنوان "السلام والحرب: ذكريات الحياة على حدود العلم" وهى مذكرات للعالم "روبرت سيربر" الذى كان أحد أعضاء فريق "مشروع مانهاتن" وعمل جنباً إلى جنب مع "روبرت أوبنهايمر" المسئول الأول عن تطوير القنبلة الذرية، حيث سرد فى كتابه الوقت الذي قضاه في العمل في "تينيان" إحدى جزر "ماريانا الشمالية" ووصف كيف تسبب ذلك الفيلم مع فيلم أخر فى تسمية القنبلتين اللذان جري تطويرهما وصنعهما تحت إشرافه حيث يقول: "في معسكرنا جلسنا فى مختبراتنا بلوس ألاموس حيث كان من المقرر تجميع القنابل وكان أحدهما هى "الولد الصغير" والأخرى "الرجل السمين" كنت فى البداية قد أعطيت لتلك القنابل أسماء حركية نسبة لأشكالها حيث كانت القنبلة الأولي فى البداية تحمل لقب "الرجل النحيف" وكان مقتبس من عنوان رواية بوليسية تحمل نفس الإسم للكاتب "داشيل هاميت" وتم تحويلها مؤخرًا إلى فيلم سينمائي بنفس الاسم أيضا اما القنبلة الثانية فاخترت لها لقب "الرجل السمين" بعد دور "سيدني جرينستريت" في فيلم "الصقر المالطي" وخلال التجارب كانت قنبلة "الرجل النحيف" الأصلية طويلة جدًا لدرجة أنها شغلت حيز كبيرا داخل القاذفة من طراز B-29 كما أنه في اختبارات السقوط واجهت القوات الجوية مشكلة في جعل الخطافين يطلقان في وقت واحد لذلك تم استبدالها بنسخة أقصر بكثير وأطلق عليها أسم "الولد الصغير".
ولعل السبب فى اختيار اسم "الرجل السمين" الذى أقتبس من فيلم الصقر المالطي هو براعة الممثل "سيدني جرينستريت" فى تجسيد تلك الشخصية التى ترشح عنها لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد و الذى بفضل أدائه أعطى لقبا لطيفا لسلاح من شأنه ان يدمر مدن كاملة و يقضى على الألاف من الأرواح أما بالنسبة للقنبلة الأخرى و التى كانت تسمي فى البداية "الرجل النحيف" فإن فيلمها كان عن رواية مبهجة تحمل نفس الاسم صدرت عام 1934 و صدر فيلم يجسدها فى نفس العام أيضا و تدور أحداثها حول محققين متزوجين و مدمنين على الكحول يحققان فى احدى جرائم القتل و يؤمنون بأن الحياة يجب ان تكون من أجل الشرب و المزاح و المزيد من الشرب.