قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

نادية صبرة تكتب: ثلاثة سيناريوهات لاغتـ.يال هنية

×

فى الساعة الثانية فجر يوم الحادي والثلاثين من يوليو الماضي أقدمت إسرائيل على عملية اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية فى العاصمة الإيرانية طهران بعد ما كان فى زيارة للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد (مسعود بزشكيان) وسبق عملية اغتيال هنية بثلاث ساعات اغتيال (فؤاد شكر) رئيس اركان حزب الله في قلب الضاحية الجنوبية ( معقل حزب الله) بجنوب لبنان وادى ذلك إلى مقتل عدد من المدنيين ..هذا التصعيد الناري الغير مسبوق الذي أقدم عليه نتنياهو بعد عودته مباشره من الولايات المتحدة التي استقبل فيها استقبال الفاتحين وصفق له أعضاء الكونجرس ٥٦ مرة خلال ٥٦ دقيقة وكأنه ليس مجرم حرب ويداه ملطخة بدم ٤٠ الف شهيد فلسطيني ليظل مشهد التصفيق شاهد عيان على النفاق الأمريكي ويبقي هو المشهد الاكثر وقاحة في التاريخ...
ومما لا شك فيه أن نتنياهو كثف عمليات الاغتيال لتسويق صورة نصر مزعومة للداخل الإسرائيلي وايضا لتنفيذ سياسة الهروب للامام على أمل جر امريكا للدخول في مواجهة مع إيران وتوسيع دائرة الصراع ونسف كل جهود التهدئة والهدنة مستغلا أن الرئيس بايدن شبه معزول وكاميلا هاريس بلا خبرة وبلا اي رغبة في الصدام مع اللوبي الصهيوني لذلك يمضي قدما في تنفيذ سياساته رغم الحديث الساخن الذي دار بينه وبين بايدن هاتفيا وتسريب عن ألفاظ نابية استخدمها بايدن لكن تبقي حالة اللافعل للإدارة الأمريكية هي السائدة ودعم أمن إسرائيل هو شعار المرحلة..!
ومن اللافت أن حادث الاغتيال فى الضاحية الجنوبية والذي اعترف به نتنياهو (بينما التزم الصمت تجاه اغتيال هنية) كشف هشاشة الاستخبارات المعلوماتية لحزب الله وحلفاؤه وهذه لم تكن المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل الضاحية الجنوبية سبق واغتالت صالح العاروي نائب المكتب السياسي لحركة حماس في يناير الماضي بصاروخ موجه ..
خمس عواصم زارها اسماعيل هنية فى الفترة الأخيرة لم تجرؤ إسرائيل على استهدافه وهي أنقرة والقاهرة وبكين وموسكو والدوحة حيث كان يقيم واختارت إيران الدولة التي تقول انها تقود محور المقاومة.. سهولة الاغتيالات واختراق أمن إيران ليس بجديد فمنذ العام ٢٠١٠ والاغتيالات الإسرائيلية بتتم وأشهرها اغتيال العالم النووي (فخري زادة) الملقب بابو القنبلة النووية إضافة إلى استهداف منشأة نطنز وغيرها صراع مستمر لم يتوقف لكن عملية اغتيال هنية بالذات نوعية فقد وصفتها نيويورك تايمز بأنها ضربة لسمعة إيران وهي تطرح العديد من الأسئلة التي هي أكثر أهمية من مسألة الرد على إسرائيل مثلا هل استهدف شخص هنية دون احداثيات فمن الصعب بل و المستحيل أن يتم دون الحصول على هذه الاحداثيات إذا فمن أين حصلت إسرائيل عليها هل من عناصرها على الأرض ؟ ام من أحد عناصر الحرس الثوري تسمي وحدة أنصار المهدي المسؤولة عن تأمين دار الضيافة بمنطقة الزعفرانية حيث كان يقيم اسماعيل هنية وزياد النخالة زعيم الجهاد الإسلامي ولا اعرف لماذا تم وضع هنية والنخالة في غرف متجاورة والاثنين معروف أنهم مطلوبين لإسرائيل ؟! وهذا فى حد ذاته خطأ أمني فادح وقد خرج اكثر من سيناريو لعملية الاغتيال وبالرغم من ذلك فالصورة لا تزال غير واضحة رغم كل التفاصيل المتناثرة... السيناريو الأول هو ما نشرته جريدة النيويورك تايمز والتليجراف البريطانية بأن الاغتيال تم بعد زرع ثلاث عبوات ناسفة فى ثلاث غرف قبل شهرين وتم تفجيرها عن بعد وهو السيناريو الاكثر احراجا لإيران لان هنية هدف متحرك لو صح هذا السيناريو فلابد من وجود أحد يؤكد أنه دخل غرفته اي أنه لابد من تعاون داخلي إن لم يكن منظومة كاملة تراقب الهدف إضافة إلى تأمين خروج منفذ العملية إذا يسقط حق إيران فى الرد فالاغتيال تم نتيجة خيانة داخلية ولم يحدث انتهاك للسيادة الإيرانية
السيناريو الثاني هو نتيجة التحقيقات التي أعلنها الحرس الثوري الإيراني من أن هنية قتل بصاروخ من خارج الأراضي الإيرانية ( مقذوف قصير المدي أطلق من خارج مقر إقامته في طهران) وهو بالطبع السيناريو الأقل احراجا لإيران لانه يعطي إيران حق الرد وبأن الاغتيال كان خارجا عن إرادتها ..لكن لو صح هذا السيناريو لماذا لم يقدم الحرس الثوري بقايا الصاروخ ؟! ولم يكشف عن نقطة انطلاقه ؟!!
السيناريو الثالث خرج من إسرائيل ولكن بشكل غير رسمي عن طريق تسريبات من الاعلام الاسرائيلي بأن هنية قتل بصاروخ استهدفه تم إطلاقه من غواصة دون الكشف عن أي تفاصيل فالحكومة الإسرائيلية رسميا لم تعترف بجريمة اغتيال هنية ( وهو شيء معتاد من إسرائيل) كما فرضت حظرا على وزراءها بعدم الإدلاء بأي تصريحات وبالرغم من ذلك كان هناك تعليق من وزير الثقافة الإسرائيلي ( عميحاي الياهو) تعليقا على اغتيال هنية بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتطهير العالم!
ايا كان السيناريو الحقيقي لاغتيال اسماعيل هنية فإن الهدف الإسرائيلي قد تحقق وهو أن تبدء مرحلة الانتقام وننسي الهدنة بين حماس وإسرائيل فنتنياهو كما يصفوه في الاعلام الاسرائيلي يسعي للحرب اي حرب وفى اي اتجاه..
اخيرا سياسة الاغتيالات التي يدمنها نتنياهو لن تكون حلا للصراع بل سوف تزيد الأمور تعقيداً فاغتيال هنية أو العاروري أو غيرهم لن ينهي الحرب لصالح إسرائيل لن يكون النصر المطلق الذي يتوهمه نتنياهو بل سيؤدي لميلاد جيلا جديدا من المقاومة الفلسطينية أكثر بأسا ولديه رغبة شديدة في الانتقام للدم الفلسطيني المهدر على مدار أكثر من ثلاثمائة يوم من حرب إبادة جماعية..