وُصِف سجن "كورو تورو" في تشاد بأنه "أسوأ من الجحيم" في تقرير جديد مُفزع يكشف الفوضى والتجاوزات المُروعة التي تَحكُم جدرانه.
ويقع هذا السجن السيء السّمعة في مَنطقة نائية في قلب الصحراء التشادية، ويُستخدَم لاحتجاز عناصر تنظيم "بوكو حرام" الإرهابي، بالإضافة إلى مُعارضين تشاديين، الأمر الذي يُحوّله إلى قنبلة موقوتة.
وسلّط تقرير جديد صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" الضوء على الانتهاكات المُروعة التي تَجري داخل السجن، مُحمّلاً الجيش التشادي، الذي يُدير السجن، مسؤولية وفاة ستة مُحتجزين من مُحتجّي عام 2022.
وذكر التقرير أنه تمّ التخلّص من جثث المُحتجّين الستة عن طريق رميها في شاحنات. كما كشف التقرير أن الجيش، وعلى الرغم من إدارته للسجن، إلا أنه منح السيطرة الفعلية للمَساجين المُرتبطين بتنظيم "بوكو حرام".
وتَتضمّن العقوبات داخل "مستعمرة" كورو تورو، كما يُطلق عليها المسؤولون، تقييد المَساجين بسلاسل حديدية من أرجلهم وتركهم تحت الشمس الحارقة "لعدة أسابيع"، بالإضافة إلى الحبس الانفرادي في زنزانات بلا أسِرّة.
والمُثير للصدمة، أن التقرير وثّق وجود أطفال لا تَتجاوز أعمارهم 13 عاماً مُحتجزين مع بالغين في نفس الزنازين لمُدد تصل إلى أسبوعين.
وأفاد التقرير: "خلال الأسبوعين الأوليين، كان المُحتجزون ينامون على الأرض العارية حتى قدّمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعض الحَصائر".
وأضاف: "كانت الرعاية الطبية مُتوفّرة بشكل مُتقطّع في قسم واحد فقط من السجن، وكان يُقدّمها سجين يُدعى أنه "ممرّض"، في حين يُقال أنه أحد مُقاتلي بوكو حرام من الكاميرون".
كما وثّقت "هيومن رايتس ووتش" ما لا يَقلّ عن ست حالات وفاة لمُحتجزين بسبب عدم تلقّيهم الرعاية الطبية اللازمة، بما في ذلك إصابات نَجمت عن الضرب أثناء النقل إلى السجن.
وفي عام 2023، قال الصحفي سيرفيس نغاردجيلي، الذي تمّ احتجازه في السجن: "كنا ننام على الأرض، وكان هناك ما بين 20 و30 شخصًا في كل زنزانة".
وأضاف: "لقد كان مكاناً مُرعباً، ولم تَكن لدينا أي فكرة عمّا إذا كنا سنخرج منه أحياءً أم لا".